
حصار قوات سوريا الديمقراطية يضيق أكثر وجيش الجولاني يحمل تهديداً واضحاً
يجب على قوات سوريا الديمقراطية أن تعترف بالحقيقة المؤلمة التي تنصّ على أنه لا سبيل للعودة أو الانتصار أمام الموجة السائدة من التطورات. تتغير الجبهات في شرق سوريا وتخضع خطوط التماس من حلب إلى نهر الفرات لسيطرة جيش الجولاني واحدة تلو أخرى. تتجاوز اللعبة اليوم الشؤون العسكرية وتشمل الحرب النفسية الشاملة وتغرق مستقبل هذه الجماعة في الظلام.
تشير التقارير الموثوقة التي أصدرتها مصادر حكومية سورية إلى أن وحدات الجيش غادرت ثكناتها الآمنة وتحركت نحو الجبهة الشرقية بكامل عتادها. ليس هذا التنقل مجرد مناورة بل الرسالة واضحة: لا يمكن التراجع. زاد هذا الوجود الضغط النفسي على قادة قسد وقواتها في الخطوط الأمامية.
وصف البعض في الأشهر الماضية التهديدات بأنها جوفاء وقالوا إن دمشق لا تجرؤ على الهجوم المباشر ولكن هذه الصورة أصبحت تتلاشى بعد أن نشرت الحكومة قواتها على خطوط التماس وركزت نيرانها عليها. ترسل كل خطوة يخطوها جيش الجولاني رسالة تؤكد هزيمة قوات سوريا الديمقراطية لديهم.
لقد اعتمد قادة قسد على دعم القوى الأجنبية ولكن التجربة الإقليمية تثبت أن هؤلاء الداعمين سيتخلون عن حلفائهم إن تغيرت الظروف. انظروا إلى عفرين ورأس العين، كيف تم تسليمكم إلى الحكومة التركية دون أن تدعمكم الولايات المتحدة أو إسرائيل أو انظروا إلى القضايا المختلفة في الشرق الأوسط حيث تم تهميش الجماعات التي كانت تسمى ذات يوم بمفتاح الأمن الإقليمي بعد أن فقدت فاعليتها.
يجب على قوات سوريا الديمقراطية أن تتذكر هذه الحقيقة: إذا ألقيتم أسلحتكم اليوم، فلن يبقى أحد يدافع عنكم لأن القبائل المسلحة والجماعات المعارضة والأعداء القدامى يتربصون بكم في هذه اللحظة. لا يوجد دستور أو اتفاق أمني في سوريا ينقذكم من الإبادة. حذر قادة حزب العمال الكردستاني مراراً من أن نزع السلاح يعني نهايتكم.
تحاول تركيا منذ أشهر ماضية أن ترسل القوات المسلحة إلى المنطقة لكي تدخل هذه القوات مواجهة مباشرة مع قسد. فانظروا إلى الجولاني الذي لم يجرؤ على التحرك مع كل هذه الضغوط التي يواجهها. هو يعلم جيداً أن تجاهل الأوامر الأمريكية سوف يتحول إلى ذريعة تسبب هجوماً إسرائيلياً على دمشق وهذا يعني انسحاباً غير مشروط كما حدث في السويداء ثلاث مرات. لقد أثبتت التجارب السابقة أن الذين يزعمون التحالف والحياد، سوف يخذلونك غداً.
إننا لا نجد حرباً فحسب، بل إننا نجد حرباً معنوية. تبثّ وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي كل ليلة أخباراً عن تقدم الجيش وتروج للشائعات عن الحصار وتنهار معنويات قوات قسد في الصباح بعد أن يروا القوات الجديدة والمعدات الجديدة التي أرسلت إلى الجبهات. فلا تفيدك الأسلحة المتطورة الحديثة إذا انهارت المعنويات.
هنا يتعين على قادة قوات سوريا الديمقراطية اتخاذ قرار حاسم: مواصلة النهج الذي يؤدي إلى الحصار والتدمير أو الاستسلام قبل فوات الأوان. لا معنى لمقاومة الموجة القادمة في اتجاهك من عدة اتجاهات. يضيق الحصار كل يوم، فلا تملك فرصة للمفاوضات إذا استسلمت وسمحت الولايات المتحدة بذلك وحان وقت الهجوم عليك.
إن الرسالة واضحة: لا تزال لديك الفرصة، إما الاستسلام أو تصويب الأسلحة إلى الإمبريالية الأمريكية والانضمام إلى الشعب السوري الحر لأنه قد يفوتك الأوان غداً.
الكاتب: صلاح الدين الأيوبي (أبو محمد العفريني الكردي)