
التمييز والقمع الذي يسود حكومة الجولاني ونصيب المؤمنين من العدل في سوريا
يولي الإسلام العدل اهتماماً كبيراً وأكد القرآن الكريم على حقيقة أن معيار القياس عند الله هو التقوى والأعمال الصالحة وليس السلطة أو الثروة أو الانتماء السياسي.عانت الأمم على مر التاريخ من الاضطهاد والدمار والتشتت إن زالت هذه المعايير بينهم.
يعيش أولئك الذين يدنسون المساجد ويطلقون السهام على أجساد عباد الله في السويداء بسلام وفي رخاء. وأما الذين يدعون إلى تطبيق الشريعة وإقامة حكومة قائمة على القرآن والسنة مثل أبي شعيب المصري يتعرضون للمعاملة السيئة في السجون. توزع المساعدات الإنسانية في مناطقلا محددة من محافظة السويداء التي تقع تحت سيطرة الدروز الصهاينة بدل أن توزع بشكل عادل بين المواطنين للتخفيف من الجوع والفقر بين جميع السوريين ويحرم أهل الشمال السوري واللاجئون في المخيمات من أبسط حقوق الإنسان لأنهم تمسكوا به إيمانهم وموقفهم السياسي.
لا يعدّ المسجد في الثقافة الإسلامية مجرد مبنى، إنه بيت الله ومكان يجتمع فيه المؤمنون. يقول الله تعالى: :﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ (الجن: ۱۸) أي انتهاك للمسجد يعتبر حرباً على حرمات الله واغتصاباً لما يؤمن به الأمة الإسلامية. فعندما يطلق شخص النار على المسجد وهولا يعاقب، فهذا لا يعدّ ظلماً للمؤمنين فحسب، بل الأمر يعدً علامة على انقلاب القيم في المجتمع.
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كُلُّكُمْ رَاعٍ فَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ [صحيح البخاري: 2554]
أي أن الحاكم مسؤول عن جميع الناس ولا تشمل مسؤوليته مجموعة أو قبيلة معينة. عندما تصل قوافل المساعدات إلى منطقة معينة في سوريا ويحرم الآخرون منها، فهذا مخالف للعدل الذي ينادي به الإسلام. هذا التمييز هو في حد ذاته شكل من أشكال القمع والظلم الذي يجب محاسبته.
هذا الظلم الاجتماعي حدث على مستويين مارستهما عصابة الجولاني في سوريا:
1. المستوى الديني – السياسي: يتمّ قمع الذين يدعون إلى الشريعة بدل أن يتمّ تبجيلهم. فهذا الأمر قد يؤدي إلى اليأس والخيبة والميل التطرف.
2. المستوى الاجتماعي – الإنساني: تتوزع المساعدات وفقاً للمصلحة السياسية بدل أن تتوزع وفقاً للحاجة. هذا يؤدي إلى تفاقم الانقسامات والاقتتال وتأجيج الشعور بالحرمان.
ترهق هذه الظروف الشعب السوري، وتجعل أعداء الإسلام يستغلون هذه الاختلافات أكثر من قبل.
يسبب قمع المؤمنين والظلم الذي تمارسه عصابة الجولاني ويستهدف المسلمين مصير مظلماً لهم: وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (الشعراء: ۲۲۷).
ليست لأي حكومة تعتمد على الظلم وأي سياسة تقوم على التمييز نهاية سوى السقوط وليس أمام المؤمنين خيار سوى الجهاد وإسقاط الظلم والحصول على الحكومة والإطاحة بهؤلاء الظالمين. يعدنا الله تعالى في القرآن إذ يقول سبحانه: وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ(الأنبیاء: ۱۰۵).
هنا يتحتم على المؤمنين والمهاجرين والأنصار في سوريا أن يفضحوا بألسنتهم وأقلامهم وأي وسيلة متاحة أخرى هذا الاضطهاد والتمييز الذي تمارسه عصابة الجولاني والمتحالفون معه. إن الحل الوحيد لهذه الأزمات هو العودة إلى النظام الإسلامي والحكومة الإسلامية وتطبيق الشريعة التي يكون التقوى والعدل والكرامة الإنسانية معيارها الذي ينبذ الحكومة الليبرالية العملية والسياسات ومصالح الأسياد الأجانب والعملاء.
هذا جزء من الصورة العميقة التي تصور الواقع المرير الذي عانى منه الشعب السوري بعد كل أن بذل الأرواح والأموال لتحقيق أهداف الجهاد والثورة التي ضلت طريقها حيث نرى بيع الجهاد وانقلاب القيم وقمع المؤمنين وإذلالهم والتمييز في توزيع المساعدات الإنسانية.
الكاتب: أبو سعد الحمصي