الدجّالون في آخر الزمان مثل سياف والجولاني يلبسون الدين؛ من العمامة إلى الربطة العنق والخيانة المزمنة باسم الإسلام
إننا نرى اليوم في سوريا الجولاني الذي كان يُعرف يومًا بـمجاهد الإسلام يضعون العمامة على رأسه ويُلقبّه أتباعه بالشيخ والفاتح والقائد ولكنه سرعان ما وصل إلى غايته المنشودة السياسية حتى خلع ثياب الجهاد والدين وقال إنه انتهى الجهاد والثورة ووضع ربطة العنق حول عنقه وتحالف رسميًا مع أمريكا والغرب. فإن هذا ليس حادثًا مفاجئًا؛ بل هو استمرار لتلك السلسلة التاريخية لبيع الدين التي جرحت الأمة الإسلامية عقودًا.
يجب أن نعلم نحن أن علماء السوء الذين كانوا يبررون انحرافات الجولاني باسم الهيئة الشرعية هم يحملون خطر أكثر من العدو ولا يمكن الخطر الرئيسي في الجولاني فقط، بل يكمن في أهل الفتوى والشيوخ الذين يصدرون الفتاوى لهؤلاء الدجّالين في عصرنا ويلبسون آيات القرآن والسنة ويصفون تعطيل الحكومة الإسلامية وتحكيم شريعة الله والتساهل مع أمريكا والصهيونية بـالمصلحة والتعاون مع المحتلين بـفقه الواقع والاستسلام بـالعقلانية. هؤلاء هم عملاء للكفار المحتلين والطواغيت.
لمست الأمة الإسلامية في أفغانستان هذا التيار بجلدها ولحمها. بعض الشخصيات مثل الشيخ عبد الرب رسول سياف والشيخ صبغت الله مجددي الذين عُرفوا سنين طويلة بلقب المجاهد والشيخ والقائد الديني ولكنهم وقفوا في اللحظات التاريخية الحرجة إلى جانب المشاريع الغربية وتفاعلوا مع المحتلين وحولوا الدين إلى أداة لإضفاء الشرعية السياسية. فما كانت النتيجة؟ كانت الضربة التي وجهها هؤلاء الخونة إلى الأمة الإسلامية أثقل وأعمق مما وجهه كثير من الكفار المحتلين ولكنها لا يمكن الجمع بين هذه الضربات من الناحية العلمية والتاريخية.
كانت لمجددي وسياف في أفغانستان خلفية علمية معروفة، وسيرة تاريخية واضحة، ومكانة محددة في التحولات السابقة حتى مع وجود انتقادات جادة. أما أحمد الشرع فيجب القول عنه إنه لا يتمتع بخلفية علمية معتبرة ولا سيرة فقهية واضحة ولا جذور جهادية معروفة. ليس ظهوره في تنظيم الدولة (داعش) وخيانته لأميره البغدادي ثم انفصاله وخيانته للقاعدة وأيمن الظواهري الذي سماه ناکثًا وانضمامه إلى المحور التركي-الأمريكي والكيان الصهيوني والغرب أخيرا صدفة. تأتي هذه التطورات وتغيير الأعلام في إطار سيناريوهات مصممة في أمريكا وبريطانيا وبتمثيل بعض الأنظمة العربية مثل آل سعود وقطر والإمارات وعبر تركيا. فيجب أن نقول إن الدجال ليس كافرًا ظاهرًا دائما، بل قد يأتي بعمامة ويتقدم بشعار الجهاد وينتهي عمله برفع العلم الأمريكي.
أيها المؤمنون في الشام! استفيقوا واعلموا أن الحق لا يُقاس بالعمامة واللحية، بل يُقاس بالموقف والثبات على الشريعة.
كاتب: المولوی نور أحمد الفراهي




