“الجنود الرقميون” يخدمون جبهة الإسلاموفوبيا، كيف تنشرإسرائيل الخوف من الإسلام الكامل والجهاد (2)
الخوف يستخدم كسلاح: “الإسلام الراديكالي” في قلب الاستراتيجية
ما يصدمنا في الوثيقة هو نصائحها لاستخدام الإسلاموفوبيا كوسيلة للضغط. أظهرت الدراسة أنه لاتزال المخاوف مما يسمى بالإسلام الراديكالي والإسلام الجهادي تتزايد بحيث أعتبره ثلاثة أرباع من الذين شاركوا في استطلاع الرأي أو أكثر يرون أنه يشكل تهديدا وتكون ذروة هذه المخاوف في فرنسا وألمانيا.
يقترح المنظرون الإسرائيليون الاستفادة من ذلك الأمر وعرض تل أبيب كدولة تقف في الخط الأمامي للقتال ضد الإسلام الراديكالي.
النقاط الرئيسية: التأكيد على دعم إسرائيل لحقوق المرأة والمثليين والادعاء بأن إيران وحماس تسعيان إلى إبادة اليهود ونشر الفكر الجهادي.
نتائج الاختبار تثير الإعجاب: تؤدي هذه الروايات إلى زيادة الدعم لإسرائيل بنسبة تصل إلى 20 في المائة أو أكثر  في كل دولة. يخلص التقرير إلى أن الدعم بدأ ينمو في جميع الدول بنسبة كبيرة خاصة بعد الاتفاق عن إنهاء الحرب في غزة.
انتشر على سبيل المثال مقطع فيديو ترويجي ظهر فيه طالب يحمل لافتة “فلسطين الحرة” وهو يغير رأيه بعد رسائل تعليمية عن الصراع ثم يرمي اللافتة.
ليس هذا المقطع الفيديويي عشوائيا. تصف هذه الوثيقة الجنود الرقميين الإسرائيليين الذين يقومون بحملات نفوذ سرية مماثلة لما ينسب إلى أعداء أمريكا.
يعدّ هذا التكتيك استمراراً مباشراً لرواية ما بعد أحداث 11 سبتمبر. تصف إسرائيل نفسها بأنها حصن غربي ضد التطرف الإسلامي ولكنها تجني الملايين اليوم من خلال العقود .
نتذكرأن لوبان أجرى استطلاعاً لصالح مناحيم بيغن في عام 1981 وكان ستيغول يضغط لصالح وزارة الخارجية الإسرائيلية لفترة طويلة. ليس ما يجري حادثة معزولة عن غيرها. فلنتذكر الفضائح الأخيرة لجوجل أي الصفقة بقيمة 45 مليون دولار للإعلانات الإسرائيلية وميتا 94٪ من طلبات إزالة المحتوى المؤيد للفلسطينيين.
يدلّ هذا التقرير على فضيحة العلاقات العامة وهو مرآة لاستراتيجية الدبلوماسية العامة الإسرائيلية التي تحولت إلى دعاية رقمية. تتجاهل إسرائيل الاتهامات الموجهةة إليها بالإبادة الجماعية من خلال إثارة الإسلاموفوبيا وتعزز تحالفها مع الشعبويين اليمينيين في أوروبا والولايات المتحدة، حيث تشكل المشاعر المعادية للإسلام موقف الساسة مثل ترامب ولوبان.
والجدير بالذكر أن لوبان على وشك توقيع صفقة للقاح مع إدارة ترامب الجديدة وهو تضارب واضح في المصالح.
ما يجري اليوم يعني للمجتمعات المسلمة في الغرب التصعيد وتصاعد الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي والتهميش السياسي. لا يعدّ الإسلاموفوبيا هنا  أمراً عاجلاً، بل هي أداة لتجاهل القضية الفلسطينية. 
يتفق الأوروبيون كما أظهر استطلاع رأي مع تسمية الإبادة الجماعية  ولكن الخوف من الجهاد لا يزال يهيمن على المشاعر بحيث يتم استغلاله.
يزرع الخوف في واشنطن والعواصم الأوروبية وأخيرا عندما تستمر إراقة الدماء في غزة ونسمع همسات عن وقف إطلاق النار مع حماس والمجاهدين في غزة. تذكرنا المشاريع الإسرائيلية  أنه الإسلاموفوبيا السلاح الأكثر حدة للتحكم بقلوب الغربيين.
السؤال الذي يطرح نفسه هو إلى متى يتحمل الغرب إرهاب الإعلام الصهيوني ويبتلع الحبوب السامة بلا تفكير؟ 
الكاتب: أبو عامر (خالد الحموي)





