اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والفشل في تحقيق وعد اقتلاع المقاومة
لقد أثبتت التجربة التاريخية أن إسرائيل تلتزم وقف إطلاق النار إن لم تقدر على مواصلة الحرب. فلم توقع إسرائيل الاتفاق لرغبتها في السلام أو احترامها للالتزامات الدولية. لم ترحب إسرائيل بوقف إطلاق النار بسبب الضغوط الأمريكية أو الاحتجاجات العالمية، بل هي أردات الاتفاق بسبب فشل العمل العسكري وانهيار القوات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
دفعت الانقسامات الحادة داخل المؤسسات الأمنية والسياسية في تل أبيب والعجز في تحقيق الوعد باقتلاع المقاومة، الرئيس الأمريكي ترامب إلى التدخل لمنع انهيار الجيش الكامل. تراجع قائد هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي إيال زامير الذي خطط عملية عربات جدعون من خطة احتلال غزة بعد مقتل أكثر من 60 جنديا إسرائيليا في الشهرين الأولين من إطلاق عملية سراح 48 رهينة. رأى زامير أن غزة ليست أرضاً يمكن احتلالها والسيطرة عليها كما اعتقد القائد السابق هيرتسي هاليفي قبله.
إذن لا يدلّ وقف إطلاق النار على قوة إسرائيل، بل هو اعتراف مرير بهزيمة الكيان السياسية والعسكرية والأخلاقية في مواجهة المقاومة الإسلامية.
ما يؤسفنا أن بعض الدول مثل مصر وقطر وتركيا تحملت المسؤولية عن العثور على  الجثث المفقودة للجنود الصهاينة وهذه الدول هي التي لم تتحمل قط مسؤولية إنقاذ المسلمين في غزة.
الكاتب: أبو عامر (خالد الحموي)





