التاريخ السوري- الروسي المشترك الذي تحدث عنه أحمد الشرع في الكرملين
شدد أحمد الشرع في كلمته خلال زيارته لروسيا على أهمية التاريخ المشترك بين سوريا وروسيا قائلا: “نحن نحترم كل الاتفاقيات السابقة وهذا التاريخ العظيم ونحن نعمل على تعزيز علاقاتنا”.
يبدو أن هذه الكلمات تعبر عن الرغبة في تعزيز التعاون والعلاقات الاستراتيجية ولكن عندما ننظر إلى السياق التاريخي لهذه العلاقات، تتضح التحديات المحيطة بها أكثر.
يماثل التاريخ المشترك  بين سوريا وروسيا التاريخ المشترك بين فرنسا وسوريا أو الولايات المتحدة وسوريا الذي تكون في الفترات المختلفة التي تشمل الأحداث المريرة والمؤلمة مثل الهجمات والقصف الواسع النطاق والمجازر والعنف الوحشي الذي وقع بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية وفي  الحرب الأهلية السورية. تتحدى هذه الحقائق ما قاله أحمد الشرع باعتباره  تاريخاً عظيماً بين الكفار المحتلين الأجانب والمسلمين.
يمكن أن نسأل عندما ننظر إلى ما قاله أحمد الشرع هل يمكن أن ندرس الجوانب الإيجابية للتاريخ المشترك بين المستعمرين والشعوب التابعة أم يجب أن ننتبه إلى الجوانب المظلمة وآثارها؟ 
يجب أن يناقش التاريخ خاصة التواريخ المشتركة وإن كان بين المسلمين الحقائق الإيجابية والسلبية كلها ويجب أن يتضمن الآلام والمعاناة التي تنجم عن العنف والحرب.
من الأفضل أن ندرس التاريخ وفقاً للمبادئ وأسس الشريعة في العلاقات الخارجية لتحسين العلاقات لكي لا ننسى دروس التاريخ.
رغم أن تصريحات أحمد الشرع تشير إلى الرغبة في تعزيز العلاقات بين سوريا وروسيا، إلا أنها تتطلب دراسة عميقة، لأن الرئيس السوري أحمد الشرع دعا فيها روسيا إلى احتلال مناطق في الجنوب السوري وتسليم الملف الأمني فيه إلى روسيا وفقاً للاتفاقيات الدولية بين الكفار المحتلين الأجانب والصهاينة وهو ما لم ينجزه النظام البعثي العلماني ليكون ما يجري اليوم على أرض الواقع فشلا ذريعاً لمن زعموا يوما الجهاد.
الكاتب: أبو عامر (خالد الحموي)





