الجهاد بين عين الأمة وعين الفصيل: صراع المبادئ والمصالح
لقد كان الأولى بمن يتحدث باسم الجهاد أن يُحافظ على أولويات المعركة: أن يظل الصدع بالعداء لأميركا مبدأ لا يتزحزح، وأن تبقى مواجهة المشروع الصهيوني واجبًا دائما لا يخضع لحسابات اللحظة، وأن تقرأ الأحداث بعين الأمة لا بعين الفصيل، فهذه هي المكتسبات الجهادية (الثورية) التي يسعى إليها المجاهدون منذ عقود، ثم يأتي بعض من انتكس يمن خلفهم فيهدمون كل البنيان. فالذي وقع أن مشروع الدولة (بما فيه من طموح شخصي وهاجس البقاء أفرز خطابًا جديدًا يجعل الصراع مع العدو الحقيقي ملفا يؤجل إلى إشعار آخر، أما العداء الموجه للداخل فهو المصلحة الراهنة» و «الحكمة المطلوبة» و «الضرورة الملحة»!
وتحول نقد الانحراف عن الجهاد إلى تهمة فتنة، والمخالف الذي يُذكر بأقوال العلماء صار خنجرا في خاصرة المشروع، لأن المشروع بات فوق الشريعة، وفوق الأمة.
📘 مقتطف من کتاب علمانستان(لقمان بنعبدالحکیم) ص68
…. مروان حدید





