الوصية الثالثة: إلى آل سعود
ولو أن المليارات الفلكية التي أعطيت لترامب وشركاته -غير ما أعطي من الهدايا- أُنفقت لقضايا المسلمين وفكاك أسراهم، لكان خيرا حتى في السياسة الدنيوية، ولو أننا اشترطنا على أمريكا إلغاء قانون جستا مثلا لوجدت المخارج القانونية لذلك، ولكن الله بحكمته جعل الناس يرزق بعضهم بعضا، وتقول العامة “رزق الهبل على المجانين”.
أقول نستحق ذلك لأننا سكتنا ولم ننكر المنكر، ورضينا بالحياة الدنيا من الآخرة، وما بقي إلا تكلفة بناء الهيكل فهل تبنيه الإمارات مثلا؟ تلك الإمارات التي تشتري البيوت من المقدسيين وتعطيها لليهود، أم تبنيه السعودية وتحفر القناة بين البحر الأبيض وخليج العقبة لينجح مشروع (نيوم)، وأقوال (ترامب) نفسه مقدمة لذلك، فقد صرح أنه على العرب تمويل المناطق الآمنة التي تقترحها أمريكا في سوريا، وقد بدأ التطبيع العلني مع اليهود، وشعاره أعطنا ما نريد لكي نعطيك فوق ما تريد.
… استقلوا في سياستكم الخارجية عن دولة الإمارات التي تقرب كل أهل البدع ما عدا من تسميهم الوهابية، والتي -كما تعلمون- نادت من قبل بضرورة التخلص من الأسرة السعودية والدعوة الوهابية، وتدعي أنكم تحتلون جزءاً من أرضها!
وقد أثبتت مقدرتكم الأخيرة على جمع أكثر من رئيس خمسين دولة لمقابلة (ترامب)، على أن في إمكانكم جمع العالم الإسلامي وتوحيد كلمته، وهذا ما تقتضي خطة أمريكا الحيلولة دونه مستخدمة دولة الإمارات.
كما أن انضمام الإمارات للتحالف العربي يهدف إلى تحقيق أهداف خاصة، منها انفصال وحدة اليمن، وبناء قواعد عسكرية لأمريكا باسم غيرها، والإمارات -كما قال عبد ربه منصور هادي- قوة احتلال وليست مساندة للشرعية المزعومة، وهي ترفض طبعا وجود قاعدة تركية في قطر، لأنها سوف تزاحم القاعدة الأمريكية في (العديد)، والكافر عندها أولى من المسلم!
فالله منحكم أن تغترفوا “بالكريك”، فكيف ترضون أن تتركوه وتجروا طلباً للملعقة؟.
.




