ملاحظات عن بيان فرنسا في إظهار «القلق» من مقتل المدنيين في بيت جن
عندما نقارن الملاحظات الخفية في كلام الجولاني عن الكيان الصهيوني المحتلّ بأهداف البيانات الخفية للدول الغربية العلمانيّة الداعمة للصهاينة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرها، نجد أن رسالة الجميع تحمل معنى ثابتاً واحداً.
تصدر وزارة الخارجية الفرنسية بيانات تبدي قلقها عن مقتل المدنيّين في بيت جن ولكننا عندما نقرأ نصّ البيان بدقّة، يتّضح لنا الهدف الحقيقيّ والرسالة الخفيّة لفرنسا. «الاعتراف بإسرائيل» بينما يكون الكيان الصهيوني محتلّا ولكن فرنسا تقول: «يجب على إسرائيل احترام السيادة السورية بناءً على اتفاقيّة فصل القوات بين سوريا وإسرائيل ويجب على دول المنطقة المساهمة في الجهود التي ترمي إلى السلام.
انظروا جيّداً، فظاهر البيان جمي ولكن المعنى الحقيقيّ لهذه الكلمات هو أنّ فرنسا تضع الكيان الصهيوني عمداً كـدولة شرعيّة مقابل سوريا، أي أنها تطالب بأن تعترف سوريا بالكيان الصهيوني. هذا هو بالضبط مشروع الغرب لتطبيع إسرائيل في المنطقة الذي رأيناه سابقاً في كلام الغربيّين العلمانيّين الآخرين وحتّى في كلام الجولاني.
إذا نظرنا إلى الواقع الميدانيّ، فإنّ الكيان الصهيوني يحتلّ منذ سنوات مناطق من سوريا (هضبة الجولان والغارات الجوّيّة المتكرّرة) ولا يزال الشعب السوري يعاني من ضغط هذه الهجمات والاحتلال المتزايد لأرضه. تتحدث فرنسا في هذه الظروف عن السلام بين سوريا وإسرائيل بدلاً من إدانة الاحتلال.
يعني هذا الموقف أن سياسة الغرب العلمانيّ واضحة: تجاهل الاحتلال والاعتراف بإسرائيل ونسيان القضية الفلسطينية وإضعاف المقاومة السوريّة والفلسطينيّة.
انظروا أيضاً إلى دبلوماسيّة أحمد الشرع، فسوف تجدون أنّ الجميع في يسيرون على مسار واحد تجاه الاحتلال الصهيونيّ وتجاهل حقوق الشعوب المظلومة في فلسطين وسوريا ولبنان ويختلفون فقط في اللغة وقد تكنون لغتهم إنكليزيّة وأخرى فرنسيّة وعربيّة وإيطاليّة وإسبانيّة وغيرها.
عز الدين القسام (حمد الدين الإدلبي)





