دروس من التجوّل الحر لقائد جبهة الشمال في الجيش الصهيوني كصاحب البيت في جنوبي سوريا
قد يظنّ من يرى تنقّل الصهاينة بحرّية تامّة دون أدنى مراعاة للإجراءات الأمنية الصهيونية في جنوب سوريا، أنه يوجد في الجولان المحتلة أو في الضفة الغربية ولكن خيانة الجولاني وعصابته أوصلت الأمر إلى أن يمشي المحتلّون الصهاينة في المناطق السورية المحتلة كأنهم أصحاب البيت فعلاً.
هذه حقيقة مريرة يراها اليوم أهل الشام وهي نتيجة مباشرة للصمت السياسي والعجز العسكري وانهيار مقوّمات الحكومة في سوريا.يعدو الأمر مجرّد زيارة عسكرية ليصل إلى مستوى عرض علني لنية الصهاينة التوسعية في أرض تُسمّى بسوريا وليست الجولان ولا فلسطين المحتلة.
بعد زيارة نتنياهو العدوانية وغيره من مجرمي إسرائيل إلى سوريا وبعد مجزرة بيت جن وبعد أن تيقّن الكيان أن حكومة الشام لن تردّ، ها هو قائد جبهة الشمال في الجيش الصهيوني يتجوّل كصاحب البيت في جنوبي سوريا ويتفقّد مواقع المحتلّين.
والأشدّ إيلاماً أنه يشغل أحمد الشرع الناس بالمسرحيات والبرامج والـالذكريات السنوية ليصرف أنظار الرأي العام عن احتلال الصهاينة عندما يمشي العدو في جنوب الشام.
هذا التضليل جزء من الأزمة الكبرى، بينما يمشي العدو داخل سوريا، يُلهي حاكم الشام الناس بالهوامش والتسلية السياسية.
قد يسأل البعض: لماذا يكون الكيان الصهيوني مرتاحاً إلى هذا الحد بينما لا يملك عُشر هذه الجرأة في غزة؟ الحقيقة هي أن العدوان على مناطق المسلمين لا يكلف الكيان أي كلفة واكتشف الكيان الصهيوني أن الحكومة السورية لا تقوم بأي ردع، فتجرّأ على ذلك. فلم يتجاوز الصهاينة الحدود فحسب، بل داسوا المدن والقرى السورية المحتلة وحوّل جنوب سوريا إلى منطقة آمنة له حيث يتنقّل ضبّاطه بحرّية تامّة.
قد لا نستطيع أن نقول إنهم يتجوّلون كأصحاب البيت، لأننا قد نرى أصحاب البيت الحقيقيين أي السوريين يُخطفون أو يُقتلون في مناطق مختلفة من سوريا، بينما يتمتع الصهاينة بأمن تام ويعيشون أفضل من صاحب البيت الأصلي.
يبدو أن حكومة الجولاني العميلة لا تملك القدرة على أي ردع أمام الكفّار المحتلّين ولا تملك أي مقوّمات لسيادة دولة مستقلّة ولذلك يعبر العدو الخطوط الحمراء بلا ثمن يقول بلغة بسيطة: :إذا لم نرَ رداً، فندخل بيوتكم أيضاً”
الکاتب: عز الدين القسام (حمد الدين الإدلبي)





