ترامب يسوق قسد في طريق زيلينسكي أم…؟
رغم أن الولايات المتحدة الأمريكية رصدت في هذا العام مبلغا لدعم قوات قسد، إلا أنها في السنوات الماضية التي كانت المنطقة أكثر حساسية للولايات المتحدة خصصت مبالغ كبيرة لهذه الجماعة العلمانية المرتدة ولكنها تعرضت خلال صفقة لهجوم تركيا حيث استولت تركيا عبر عملائها على عفرين ورأس العين وطردت مرتزقة قسد من هذه المناطق.
قررت الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة التركية وأسياد الجولاني وقيادة قسد أن تكون قوات قسد جزءا محددا من الجيش السوري تحت إدارة الجولاني ولكن يبدو أنه يجب على قوات قسد أن تستسلم بطريقة أو أخرى لقرارات أسيادها وذلك نفس الطريقة التي استسلم بها الأكراد البارزانيون للسلطة المركزية في العراق وفقدوا في أقل من ساعات أكثر من 51% من مناطقهم بما في ذلك منطقة خانقين النفطية الخصبة التي يسميها الأكراد قدسا لهم ودخلتها قوات الحشد الشعبي والجيش العراقي بينما تفرجت الولايات المتحدة والصهاينة الذين يدَّعون أنهم أنصار الأكراد العلمانيين البارزانيين والاتحاد الوطني الكردستاني على المشهد.
نرى في الأسابيع الأخيرة الاهتمام الدولي بسوريا حيث تعزز القوات التركية وجودها في مناطق ريف حلب. قد يشير الأمر إلى الاستعداد لعملية كبيرة ضد قوات قسد خاصة ذلك الجزء من قسد الذي يتوافق مع أفكار أوجلان الشيوعية ويرفض الاندماج في جيش حكومة أحمد الشرع.
تنشط حكومة تركيا العلمانية المرتدة في شمال سوريا منذ سنوات وتسعى لقمع الأكراد العلمانيين الذين تراهم تركيا تهديدا لأمنها. قد تبرر عمليات الحكومة التركية العلمانية ضد الأكراد العلمانيين بشعار مكافحة الإرهاب وحماية حدودها والمهم أن القوات الكردية العلمانية مثل YPG لعبت دورا رئيسيا في العمالة للولايات المتحدة وحماية المصالح الأمريكية في سوريا وكما لعبت عصابة الجولاني دورا رئيسيا في مكافحة داعش، ما أضاف تعقيدا للظروف السائدة.
يجب على أهل الدعوة والجهاد في سوريا متابعة التطورات عن كثب، لأن أي صراع عسكري بين هؤلاء المرتدين قد يؤدي إلى أزمات إنسانية جديدة للمسلمين تحت سيطرتهم ويخلق فراغا في السلطة وعدم استقرار يمكن للمجاهدين استغلاله لفتح جبهات جهادية لإكمال الجهاد والثورة واستعادة الثورة المسروقة.
هناك احتمال أن يريد من أنتجوا الجولاني استخدام المجاهدين المخلصين خاصة المهاجرين في الحرب مع المرتدين قسد. فيجب على المؤمنين أن يعلموا أن هذه الحرب لا علاقة لها بهم ولا يليق بهم أن يُستغلُّوا مرة أخرى بشعارات جهادية باستغلال مشاعرهم في سبيل أهداف أعدائهم.
لن ننسى أبدا أن سيد قسد والجولاني واحد وتكون جبهتنا حيث نقاتل الولايات المتحدة الأمريكية والصهاينة لا أن نكون وقوداً للحرب بين عملاء الولايات المتحدة الأمريكية، كما حدث في الحرب بين الغرب وروسيا عبر توظيف أمثال الجولاني حيث أصبح المؤمنون فيها وقودا للحرب التي شنتها أمريكا والنيتو.
الكاتب: صلاح الدين الأيوبي (أبو محمد العفريني الكردي)




