لیست الولايات المتحدة “شرطي العالم” والأولويات: روسيا وكبح جماح الصين
تتخلى الولايات المتحدة عن دورها كشرطي في العالم وأصبحت الأولوية والاستراتيجية الأمنية الجديدة للولايات المتحدة هي الاستقرار مع روسيا وكبح جماح الصين. نشرت إدارة دونالد ترامب استراتيجية جديدة للأمن القومي تغير أولويات السياسة الخارجية للولايات المتحدة بشكل أساسي. تحل هذه الوثيقة التي تتكون من 30 صفحة محل الخطة المماثلة لجو بايدن في 2022 وتركز على تثبيت العلاقات مع روسيا وكبح الصين بحزم وانتقاد شديد للحلفاء الأوروبيين.
وصف المحللون هذا الأمر برفض قيادة الولايات المتحدة الأمريكية على مدى 80 سنة سابقة ويؤكدون على غياب رؤية واحدة وأساليب متناقضة في المناطق المختلفة.
الأولوية: روسيا والسلام في أوكرانيا والآفاق الاقتصادية
يكون أحد البنود الرئيسية في هذه الاستراتيجية هو الرغبة في إنهاء الحرب في أوكرانيا بسرع حيث تؤكد واشنطن أن هدفها الرئيسي هو الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق نار لتثبيت الاقتصادات الأوروبية ومنع تصعيد أو انتشار عرضي للصراع واستعادة الاستقرار الاستراتيجي في العلاقات مع موسكو.
جاء في هذه الوثيقة أن الولايات المتحدة تنوي إنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن.
يشير الخبراء إلى أن ترامب يرى روسيا كسوق محتمل كبير للسلع الصناعية الأمريكية وتشير الاستراتيجية إلى تطوير العلاقات الاقتصادية وإنشاء نوع جديد من العلاقة وهذا يعني تراجعا جزئيا عن دعم الناتو إذ تنوي الولايات المتحدة تقييد تركيزها وتركز على التأثير على القوى الوسطى في أوروبا وإحداث تغيير في المنظور السياسي هناك.
يقول المحللون إن ترامب يبتعد عن النيتو ويركز على من یعتنق الفکرة البوبوليستية. يشير محلل غربي في مقابلة مع دويتشه فيله إلى انه هناك رابحون وخاسرون، النصف الغربي ومنطقة المحيط الهادئ يحصلان على انتباه وموارد ووقت أكثر. بينما تخسر أوروبا. تقول إدارة ترامب تقول: أتمنى لكم التوفيق جميعا.
الأولوية الثانية: كبح الصين الحازم
تطالب هذه الاستراتيجية بتقييد النمو الاقتصادي الصيني ومشاركة الحلفاء في الجهود المشتركة. هنا تندمج المجالات العسكرية والاقتصادية إذ ترى الولايات المتحدة الحفاظ على التفوق الاقتصادي لمفتاح لمنع الصراعات في منطقة الهند والمحيط الهادئ.
تؤكد هذه الوثيقة أننا نريد أن نبقى قادة الاقتصاد العالمي ولدينا أقوى جيش في العالم.
يعد هذا أول تغيير من هذا القبيل في السياسة الخارجية للولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. لا نقد للحكومات الاستبدادية بشكل عام ولا برنامج لترويج القيم الديمقراطية بل عكس ذلك حيث تهتم أوروبا بالليبرالية المفرطة.
يقول الخبراء إن هذه الوثيقة أمر خارق ولا مفهوم واحد وهناك معالجات مختلفة للمناطق.
تشير استراتيجية ترامب الجديدة إلى تغييرات عالمية لروسيا وأوكرانيا وقد يعني هذا الأمر ضغطاً على المفاوضات بينما قد تعني لأوروبا استقلالاً أكثر في الدفاع.
ومن جانب آخر تواجه الصين ضغطا اقتصاديا متزايدا بينما تهضم برلين وباقي العواصم الأوروبية هذا النقد، يحذر المحللون من أن هذا الموقف يحمل خطرا يهدد العلاقات الاتلانتيكية ويؤدي إلى فراغ يملأه لاعبون آخرون.
يؤكد الخبراء أن هذا ليس تعديلا فقط، بل رفض أساسي لدور شرطي العالم والعالم ينتظر ليرى كيف تنفذ استراتيجية ترامب وفي النهاية من يكون فائزا حقيقيا.
الكاتب: أبو عامر (خالد الحموي)




