
كان انتماؤنا لهيئة تحرير الشام لأن …
عندما تشكلت جبهة النصرة في عام 2012 برعاية أبي بكر البغدادي، أعلنت الجماعة أن هدفها الرئيسي هو حماية أهل الشام والعمل على إقامة حكومة إسلامية.
يشتمل ما يسمى الشام على سوريا ولبنان والأردن وفلسطين والجزء الشرقي من مصر والجزء الغربي من العراق. وبعبارة أخرى كان هدف هذه الجماعة هو مساعدة المسلمين في هذه المناطق المذكورة.
بعد اندلاع الاشتباكات بين الجولاني وأبو بكر البغدادي في أبريل 2013 بايعت جماعة جبهة النصرة تنظيم القاعدة وزعيم هذا التنظيم أيمن الظواهري وكان الهدف الذي تسعى وراءه هذه الجماعة مرة أخرى منطقة بلاد الشام بأكملها.
وبعد أن خرق الجولاني ولاء أيمن الظواهري مارس 2015 وشكل جبهة فتح الشام مع جماعات أخرى في يوليو 2016، كان الهدف لايزال بلاد الشام، وليس سوريا فقط.
وأخيرا، في 28 من شهر يناير 2017، عندما تشكلت هيئة تحرير الشام بعد أن اندمج جيش الأحرار (فصيل من أحرار الشام) وجبهة فتح الشام وجبهة أنصار الدين وجيش السنة ولواء الحق وحركة نور الدين الزنكي، كان الهدف الرئيسي هو تحرير الشام، وليس فقط الأراضي السورية.
لقد قام العديد من إخواننا الشرفاء بالاستشهاد والتضحية والعمليات الملحمية من أجل تحقيق هذا الهدف العظيم، ولكن ماذا حدث الآن؟
لم تتم إقامة الحكومة الإسلامية في سوريا ولم تساعد الهيئة على تحرير أجزاء أخرى من بلاد الشام، مثل فلسطين والأردن وغيرها وبدلا من ذلك:
– سوف تكون الحكومة الجديدة التي تشكلت بتضحية دمائنا مثل سيادة الأردن وغيره من الطغاة الذين يحكمون الأراضي الإسلامية، وأصبح حكامنا أشبه بأردوغان.
– على الرغم من وجود آلاف الجنود وكثرة الأسلحة الحربية، إلا أن هناك صمن رهيب أمام احتلال الولايات المتحدة وتركيا والصهاينة لأجزاء من الأراضي السورية.
هذا ليس ما حاربنا نحن من أجله وكذلك عشرات الجماعات الإسلامية الأخرى ضد نظام بشار الأسد وعشرات الجماعات الإسلامية بعد تضحيات كثيرة.
نحن نشهد هذا التغيير بوتيرة سريعة جدا، ونجد نوعاً من الإحباط وخيبة الأمل التي أصابت العديد من الإخوة.
ليس أمامنا خيار سوى حماية الأهداف الدينية ودماء شهدائنا وتذكير الحكومة الجديدة بهذه الأمور، وإلا فلن يصبر المجاهدون لفترة طويلة ليروا أنه كيف خُدوعوا واستثمروا بشعارات إسلامية في طريقة غير إسلامية!
الكاتب: أبو سعد الحمصي