
الجولاني خلفاً لبشار الأسد يمثل الديمقراطية الجديدة
جاهدت الفصائل الإسلامية المجاهدة لسنوات طويلة لإقامة الشريعة الإسلامية في سوريا. قدم بشار الأسد تنازلات كبيرة في الدستور لصالح الحريات والديمقراطية الغربية ولكن الجماعت الجهادية رفضت الخضوع لأي قانون ديمقراطي وعلماني وأكدت على إقامة شريعة الله.
وفجأة خرج أحد جنود البغدادي على أميره ونكث العهد وبايع أمير القاعدة أيمن الظواهري لتجاوز مرحلة من مراحل دربه ولكنه عندما تجاوز هذه المرحلة خان تنظيم القاعدة كذلك وأعلن استقلاله ليتغير لونه وفقاً للمخططات التي ترسلها تركيا إليه ليتحول الجولاني من سمته الجهادية إلى سمة إسلامية ليبرالية ديمقراطية.
هذا الإسلام الليبرالي المعروف بـ”الإسلام الأمريكي الصهيوني الجديد” يحمي مصالح الولايات المتحدة وحلفائها مثل الصهاينة في المنطقة من جهة، ومن جهة أخرى، من خلال تجاهل كل الشعارات الإسلامية والثورية من أجل التغيير الجدري للمجتمع وفقاً لقوانين الشريعة، فإنه يحاول إدخال المسلمين إلى الألعاب السياسية المشتركة للمجتمعات العلمانية وجرّهم إلى مختلف الأحزاب والجماعات.
لم يتخيل هؤلاء الناس العاديون الذين دخلوا ساحات القتال للجهاد في سبيل الله وبذلوا أرواحهم وأموالهم، أن جهادهم سوف يؤدي في النهاية إلى استبدال شخص اشتراكي علماني بشخص ليبرالي علماني آخر يفسح المجال لـأردوغان.
لم يتخيل هؤلاء أبدا أنهم كانوا يقاتلون من أجل مستقبل يتحرك فيه المجتمع نحو أن يصبح تركيا جديدة تدريجياً وأن يقع في حضن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والكيان الصهيوني.
يدندن الجولاني بوضوح عن مجتمع ديمقراطي حرّ کما نراه فی المجتمعات الغربية ويرشح نفسه لمنصب الرئاسة لإدارة مجتمع يطالب بالديمقراطية.
إن الدجالين والرويبضة وخاصة الذين أصابهم الإحباط، كانوا يتحدثون ليلا ونهاراً في العالم الافتراضي عن الجهاد والحكم الإسلامي، ثم يقولون الآن إن كلمات الجولاني هذه هي المظهر الخارجي ولكن ما خفي شيء آخر!
لا يجرؤ علماء السوء ودعاة سلاطين آل سعود والطواغيت أن ينطقوا بمثل هذا الهراء من أجل تشتيت الرأي العام وتبرير مثل هذا الانحراف الصارخ.
فيجب علينا أن ننتظر ولادة أردوغان آخر في سوريا، يتحدث مع المسلمين والفلسطينيين ويقرأ القرآن، لكنه يقف إلى جانب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والنظام الصهيوني ويدعمهم بالسلاح والمال.
أما بعد هذه الإثارة المؤقتة، فيجب أن ننتظر انتفاضة الشباب المحبين للحرية الذين سوف ينهضون لتحرير أرضهم من المحتلين ومرتزقتهم وهم الأحرار الذين لا يريدون أن يكونوا عبيدا لأي سيد.
هؤلاء الأحرار هم المناضلون من أجل الحرية الذين بدؤوا جهادهم ضد الفرنسيين والبريطانيين منذ العقود الماضية واليوم هم يواصلون جهادهم ضد الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والنظام الصهيوني الذي احتل كل منهم أرضه بطريقة أو بأخرى.
في مثل هذه الأرض، أصبح الجولاني ممثلاً لسيناريو المحتلين.