
التيار الذي يمثله الجولاني في الشام تيار منحرف بسبب الغموض الذي يكتنفه:
تشهد حياة الجولاني تقلبات كثيرة منذ البداية عندما كان الجولاني مع جماعة أبي بكر البغدادي إلى اليوم الذي ظهر فيه على الشاشات بربطة العنق وبمظهر مختلف وأفكار وأفعال مختلفة، وهو يعلم جيداً ما تريده منه الشريعة في مختلف الأمور الحكومية وخاصة في التعامل مع المحتلين الأجانب حيث اجتمعت حوله شخصيات مختلفة شرعية تزوده بمعلومات شرعية. ولكن الجولاني يدري ويعلم أنه يسير بشكل طوعي ومتعمد في اتجاه مختلف عن الشريعة وينتهج النهج الذي رسم له وأملي عليه.
لذلك يجب أن نعلم أن هذا الظهور لوجه الجولاني الحقيقي لا يرجع إلى عدم وضوح الحقيقة، كما أن الخلاف بين المسلمين والمسيحيين مع كل الكتب والجدل الذي دار بينهم ليس بسبب انعدام الحقيقة.
إن الواجب الرئيسي لأهل الدعوة هو التبليغ: ” فذكر إنما أنت مذكر [الغشية: 21] والله هو الذي يهدي، فليس من المستغرب السير في اتجاه الانحراف، ولا يكمن السبب في عدم وضوح الخط الفاصل بين الصواب والباطل، خاصة لمن يعرف الإسلام عن كثب وأدركه.
عرف زعيم المنافقين عبد الله بن أبي النبي صلى الله عليه وسلم وسمع عن الإسلام وتعلمه مباشرة من النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه تحرك في اتجاه مخالف للإسلام.
يصفهم الله تعالى بأعداء إذ يقول سبحانه: هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ (منافقون/4)
وهؤلاء الناس إذا تمكنوا من السلطة، فإنهم دون أدنى شك سيقيدون الجهاد في سوريا ويضغطون على المؤمنين بشتى الطرق والوسائل المتاحة وسوف يحاولون تهميش المجاهدين كما أنهم سيبعدون المهاجرين من سوريا أو يمنعونهم من التحرك فيها، أو سيتم إبعادهم أو طردهم من سوريا. يقول الله تعالى: “: يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ۚ (منافقون/8)
هذه هي الطريقة التي تتصرف بها هذه المجموعة ضد المؤمنين الشرفاء الذين هم أهل الدعوة والجهاد عندما يتمكنون من السلطة وبعد ذلك يخلعون أقنعتهم ويظهرون وجوههم الحقيقية.
الكاتب: عز الدين القسام