
الفرق التام بين أمين أو إيلي كوهين وأبي محمد الجولاني أو أحمد الشرع؟
كان إلياهو (إيلي) بن شاؤول كوهين من مواليد مدينة حلب وهو جاسوس إسرائيلي تدرب على اختراق الحكومة السورية وذهب إلى سوريا حيث تمكن من التسلل إلى الحكومة السورية وتمكن من الارتقاء إلى منصب مستشار أول (نائب) لوزير الدفاع وتولي منصب رئيس وزراء سوريا.
اعتاد إيلي كوهين على ترديد شعارات معادية لإسرائيل في مجلس الأمة السوري واتهم إسرائيل بأسوأ الأعمال بصيحاته الصارخة، فعرف بين الناس كشخصية متشددة لا هوادة فيها مع إسرائيل، ولكنه كعميل وجاسوس نقل معلومات سرية عن سوريا والمنطقة إلى إسرائيل حتى تم التعرف عليه واعتقاله نتيجة التنصت المفاجئ على رسائله إلى إسرائيل ثم حوكم وأعدم.
لعب أحمد حسين الشرع، الملقب بأبي محمد الجولاني، نفس الدور بين الجماعات المسلحة السنية في سوريا من خلال الحكومة التركية العلمانية ولكن بدلا من إعدامه، ارتقى إلى رتبة الزعيم السوري بعد بشار الأسد.
وبصفته جنديا في لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبي بكر البغدادي، ذهب الجولاني إلى سوريا بنصف خزينة التنظيم لدعم أهالي بلاد الشام وسرعان ما عرف كشخصية راديكالية ضد العلمانيين والحكم العلماني لبشار الأسد.
كفّر الجولاني بداية الجيش السوري الحر عدة مرات عبر الأفكار السلفية التي روج لها، لأن الجيش الحر كان علمانيا فقاتلهم حتى مرّ ببعض المراحل، وبعد أن نال ثقة قواته السلفية، بايع القاعدة وأيمن الظواهري وأعلن الحرب على الفور على أميره أبي بكر البغدادي، وبعد اجتياز هذه المرحلة خان القاعدة أيضا ووضع حراس الدين كفرع القاعدة في موقف حرج ولجأ تدريجيا إلى مجموعات علمانية مثل الجيش السوري الحر والمجموعات المنشقة من نظام البعث السوري حتى تمكن من السيطرة على دمشق عبر الاتفاقيات الإقليمية والدولية.
انكشفت منذ البداية طبيعة الجولاني لأشخاص مثل الناطق باسم الدولة الإسلامية العدناني ثم لأتباعه الدينيين مثل القحطاني وغيره من الجماعات المستقلة ولكن الصراعات والتنافس بين المجموعات المختلفة واعتماد معظم هذه الجماعات على إحدى القوى خارج سوريا منعتهم من توحيد الصفوف لإعدام هذا العميل المتسلل، وقد تم تكبيرهذا الشخص المؤثر لدرجة أنه أعلن في الاجتماع مع وزير الخارجية التركي ورئيس المخابرات التركية في أعقاب السيطرة على دمشق صراحة أن تركيا كانت إلى جانبه منذ بداية الثورة.
لم يصل إيلي كوهين قط إلى مستوى القوة والمنصب لقول مثل هذا الشيء، لكن أبا محمد الجولاني بسبب ضعف خصومه ووهن مناصريه من حوله و”حبهم للدنيا وكراهيتهم للموت” والقوة التي ضخت فيه، يعلن صراحة أنه كان جاسوسا للحكومة التركية العلمانية منذ البداية، ولا يمكن لأحد أن يرد على مثل هذه الجريمة الكبيرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عنهم: “يُوشِكُ أن تَدَاعَى عليكم الأممُ من كلِّ أُفُقٍ ، كما تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِها ، قيل : يا رسولَ اللهِ ! فمِن قِلَّةٍ يَوْمَئِذٍ ؟ قال لا ، ولكنكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيْلِ ، يُجْعَلُ الْوَهَنُ في قلوبِكم، ويُنْزَعُ الرُّعْبُ من قلوبِ عَدُوِّكم؛ لِحُبِّكُمُ الدنيا وكَرَاهِيَتِكُم الموتَ (الألباني، صحيح الجامع8183- صحيح أبي داود 4297)
رعت تركيا الحليف الاستراتيجي والأمني للصهاينة والولايات المتحدة والعضو البارز في حلف شمال الأطلسي هذه الشخصية لتحقيق هذه الغاية وأوصلته إلى الحكم للتحكم على أهل السنة في سوريا.
الفرق بين إيلي كوهين وأبي محمد الجولاني في حكم سوريا هو نفسه: أحدهما يعدم والآخر يتولى الحكم
الكاتب: أبو أسامة الشامي