
الحلّ بالنسبة لجماعة الجولاني ليس تنظيم الدولة الإسلامية
الآن بعد أن رأى عناصر جماعة الجولاني بأعينهم حقيقة الجولاني وسادته الأجانب وأعضاء الحكومة المؤقتة التي تتصف بالليبرالية ، فإن أولئك الذين يهمّهم الإيمان والآخرة ينأون بأنفسهم تدريجياً عن هذه الجماعة.
هناك العديد من الفخاخ التي نصبتها بعض المجموعات الأجنبية والمحلية بالنسبة لهؤلاء الذين انشقوا عن مشروع الجولاني، فنصب تنظيم الدولة أحد هذه الفخاخ. أنشأ التنظيم قناة للاتصال بعناصر هيئة تحرير الشام الذين يريدون التوبة والانضمام إلى صفوفه.
وقالت تنظيم الدولة في بيان:
“هذه حلقة وصل بين المهاجرين والأنصار الذين هم جزء من جماعة الجولاني المدعومة من الغرب، والمنسقين الإعلاميين لتنظيم الدولة الإسلامية في بلاد الشام (سوريا). هدفنا هو أن نوفر لكم الفرصة للعودة إلى طريق الجهاد من أجل الابتعاد عن العبودية والتبعية للغرب. دعم وتوجيه وتنسيق سري وموثوق مع من يريد ترك صفوف الجولاني (أحمد الشرع) والتوبة والانضمام إلى المجاهدين والسعي للقتال من أجل كلمة الله”
لقد عانى الشعب السوري والعراق وأفغانستان والصومال واليمن من هذه المشكلة من قبل وقد أظهروا أن الانجرار إلى هذا الطريق هو بمعنى ارتكاب سلسلة من الأخطاء المتكررة.
وعلى الرغم من أن تنظيم الدولة لا تديره الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والصهاينة والأعداء الآخرون بشكل مباشر مثل جماعة الجولاني، إلا أنه تتحرك بشكل غير مباشر في نفس اتجاه جماعة الجولاني وأمثالها وعملت كـ”رأس المال الإستراتيجي” لهؤلاء الأعداء.
الانسحاب من فتنة الجولاني شيء ولكن الاتجاه الصحيح لمحاربة هذه الفتنة على أساس المنهج الإسلامي الصحيح هو الأهم.
لقد أظهر تنظيم الدولة (داعش) مرارا وتكرارا، خاصة مع مقتل مفتيها تركي البنعلي وأحد علمائها البارزين المسمى بالقحطاني أنه تابع لفكر واحد فقط في السلفية التي لديها أفكار مختلفة مع شيوخ مختلفين.
ولهذا السبب، فإن “تعظيم الدولة” (داعش) يعني إشغال المسلمين بالمسلمين والانتقام وقتل المسلمين المناهضين لأيديولوجيته التي هي خدمة الأعداء المحتلين الأجانب والمرتدين المحليين.
لذلك ومع الفكر السلفي الخاص الذي يقبله تنظيم الدولة (داعش) لا يمكن أبدا توحيد جميع المسلمين والأحرار غير المسلمين السوريين ضد المحتلين الأجانب ومرتزقتهم الداخليين، والانضمام إلى تنظيم الدولة (داعش) يعني التخلص أفخاخ الجولاني والوقوع في فخ آخر، وهذا يتعارض مع المنهج الإسلامي الصحيح.
الهدف هو الجهاد والقتال ضد المحتلين الأمريكيين والأتراك والصهاينة ومرتزقتهم الداخليين، وأفضل وسيلة هي “توحيد” جميع الأحرار السوريين، ويمكن لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أيضا أن يكون جزءا من هذا الصراع الجهادي المبارك من خلال التنسيق مع هذا الهدف العظيم.
الكاتب: أبو عامر