
الغزو المغولي لبغداد والغزو الإسرائيلي وبناء قاعدة عسكرية إسرائيلية في سوريا: مقارنات ودروس
الغزو المغولي لبغداد عام 656 للهجرة والتحرك الإسرائيلي الأخير لبناء قاعدة عسكرية في جنوب سوريا هما حدثان وقعا في فترات تاريخية مختلفة ولكن لهما أوجه تشابه عميقة من حيث النتائج والأسباب. تظهر كلتا الحادثتين ضعف المسلمين الداخلي وجشع الأعداء في السيطرة على الأراضي الإسلامية.
1. التشابه في الغرض من العدوان
سعى الأعداء في كلتا الحالتين إلى إضعاف البنية السياسية والاقتصادية والثقافية للأراضي الإسلامية. حاول المغول من خلال تدمير بغداد مركز الخلافة العباسية تفكيك المسلمين وفرض هيمنتهم. واليوم، تسعى إسرائيل إلى توسيع نفوذها وتعزيز وجودها في قلب العالم الإسلامي من خلال بناء قاعدة عسكرية في جبل الشيخ.
2. الاختلافات في الأدوات والأساليب
استخدم المغول الحروب المباشرة والهجمات العسكرية الوحشية ولكن إسرائيل تقترب من أهدافها بأدوات حديثة، مثل النفوذ السياسي والدعم الغربي واستغلال الصراعات الداخلية. يعكس هذا التغيير في الوسائل تطور أساليب العدوان عبر التاريخ، لكن الهدف هو الهيمنة والإضعاف.
3. دور تهاون المسلمين والخيانات الداخلية
كان أحد العوامل المهمة في كلا الحدثين هو الضعف الداخلي والتهاون لدى المسلمين. انهارت الخلافة عند الغزو المغولي بسهولة بسبب الخلاف الداخلي وغياب الوحدة. حتى اليوم، تتعاون بعض الدول الغادرة بشكل مباشر مع إسرائيل أو تلتزم الصمت في مواجهة أفعالها.
هذا وزادت الخيانات مثل تصرفات أحمد الشرع هذه الأزمة بلة. تسبب الجولاني من خلال خيانة قضية الأمة الإسلامية وترسيخ العلمانية في انقسام صفوف المجاهدين وإضعاف جبهة المقاومة. لقد خلقت خيانته وتهاون القادة الآخرين جوا لأعداء الإسلام، مثل إسرائيل، لمواصلة عدوانهم.
4. العبر والدروس التاريخية
يظهر الغزو المغولي لبغداد وبناء قاعدة إسرائيلية في سوريا أن الانقسام الداخلي وعدم الرد في الوقت المناسب يوفر فرصا ذهبية للأعداء. إذا لم يتعلم المسلمون من هذه الأحداث واستمروا في التهاون أو الخيانة بدلا من رص الصفوف والتصرف بشكل حاسم، فإن التاريخ سيعيد نفسه مرارا وتكرارا.
النتيجة:
من المغول إلى إسرائيل، سعى أعداء الإسلام دائما إلى الهيمنة على الأراضي الإسلامية وإضعافها. الطريقة الوحيدة لمنع هذه الاعتداءات هي توحيد الأمة الإسلامية، والتعامل بشكل حاسم مع الخونة الداخليين، والعودة إلى تعاليم القرآن والسنة. إذا حافظ المسلمون على وحدتهم وبصيرتهم، فيمكنهم مواجهة الأعداء واستعادة كرامة الأمة الإسلامية. هذه مسؤولية لا ينبغي أن يتقاعس فيها أحد.
کاتب: أبوانس الشامي