
أيها الشعب السوري… الأعداء يريدون إذلالكم بوعود اقتصادية
على الرغم من أن الصهاينة دمروا جميع البنى التحتية والمعدات العسكرية الرئيسية لنظام بشار والتي كانت ملكاً للشعب السوري وكان الجولاني مجرد متفرج على المشهد ولم يكن الجولاني يثق بعناصره ليزودهم بهذه المعدات والأسلحة، إلا أنه خلال عملية استغرقت وقتا ليحصلوا على تسهيلات اقتصادية ومادية مثل الأردن ومصر والدول الأخرى العميلة.
لماذا استغرقت العملية وقتاً طويلاً؟ لأن من يعارض خطة المحتلين هذه يتكيف مع مرور الوقت أو يتم القضاء عليه بذرائع مختلفة، وهذا أيضا سبب التأجيل في تقديم الدستور الجديد لسوريا.
لذلك فإن هذه الدول الغربية غير مستعدة لرفع عقوباتها عن سوريا ولو تدريجيا مقابل تطبيق الشريعة الإسلامية، ولن تكتفي بحكومة إسلامية تضر بمكانتها ومصالحها في المنطقة والصهاينة.
إنهم باختصار شديد لا يريدون حلفاء بل يريدون مرتزقة
وعلى هذا الأساس يجب الاطمئنان بأن سوريا لا تستطيع أن تحقق مكانتها الصحيحة والشرعية إلا بالاستقلال وإقامة حكومة إسلامية وطرد المحتلين، وبهذه الطريقة وحدها ستتحرك نحو ما وعد به النبي صلى الله عليه وسلم مرة أخرى: ” ثم تكونُ خلافةً على مِنهاجِ نُبُوَّةٍ” (الألباني، هداية الرواة 5306)
وهكذا تبقى أبواب الجهاد مفتوحة فحسب، قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولا يزالُ من أمَّتي أمةٌ يقاتِلونَ على الحقِّ، ويزيغُ اللَّهُ لَهم قُلوبَ أقوامٍ، ويرزقُهم منْهم حتَّى تقومَ السَّاعةُ وحتَّى يأتِيَ وعدُ اللَّهِ، والخيلُ معقودٌ في نواصيها الخيرُ إلى يومِ القيامَةِ، وَهوَ يوحي إليَّ أنِّي مقبوضٌ غيرُ ملبَّثٍ، وأنتم تتَّبعوني أفنادًا يضربُ بعضُكم رقابَ بعضٍ، وعقرُ دارِ المؤمنينَ الشَّامُ (الألباني، صحيح النسائي 3563)
وعلى هذا الأساس يقول أبو بكر الصديق في خطبته الأولى بعد توليه الحكم كأحد مبادئ النظام السياسي في الإسلام: لا يدعُ قومٌ الجهادَ في سبيل اللهِ إلا ضربَهم اللهُ بالذُّلِّ (ابن كثير، البداية والنهاية 5/218)
أيها الشعب السوري… الأعداء يريدون تدمير الشرعية الإسلامية للأمة عبر الجولاني، قوتك في أمتك وليس تحت حذاء الأعداء الغربيين والصهاينة ومنافقيهم الداخليين والمحليين.
أخي المجاهد: احذروا من خداع العالم وحافظوا على العهد الذي قطعتموه على الله في جهادكم ، واعلموا أن هذا العالم سيمر قريبا وسينتهي قريبا وأن مغفرة الله وعطاءه لن ينقضي ولن يكون له خسارة .
يقول الله : وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (النحل/95)
الكاتب: أبو عُمَر الأردني