هل تحررت سوريا أم تم التحكم بأهل السنة ليخدموا الأعداء؟

هل تحررت سوريا أم تم التحكم بأهل السنة ليخدموا الأعداء؟

تتحرر الدولة إذا تمتعت بالاستقلال في مجال العلاقات الخارجية والداخلية ولم يتحكم بها الآخرون.
هل تتمتع حكومة الجولاني بالاستقلال وكذلك هل تتمتع سوريا بالاستقلال بحيث يمكن القول إن سوريا قد تحررت؟
سوف نناقش في هذا الموقف حدثين متقاربين يتعلقان بتدخل الحكومة التركية العلمانية التي تتحكم بنظام الجولاني منذ بداية الثورة بغض النظر عن مدى تدخل الولايات المتحدة وأعضاء حلف شمال الأطلسي والإمارات العربية المتحدة وصهاينة العرب الآخرين مثل آل سعود وقطر الذين وافقوا أخيراً على دفع رواتب الموظفين لدى نظام الجولاني.
كشف مستشار السياسة الخارجية الأذربيجاني: “لقد استضفنا أكثر من ثلاث جولات من المفاوضات بين تركيا وإسرائيل لمناقشة الشؤون السورية. ”
فإن جميع الهجمات والأنشطة العسكرية والأمنية الإسرائيلية في سوريا متفق عليها والجولاني لا يلعب أي دور فيها وإن ألقى خطابات احتجاجية أو مثل مسرحيات سياسية على غرار أردوغان لمعارضة إسرائيل ليشغل مؤيديه بالكلام التافه.
وفي الشؤون الداخلية السورية وبمساعدة من الولايات المتحدة، أجرت تركيا وقوات سوريا الديمقراطية محادثات مباشرة عن كيفية دمج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوري الجديد وتسليم السجون والمعسكرات التي يعتقل فيها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية وعائلاتهم.
لذلك لا مجال للشك أن سوريا تحكمها أيدي الأجانب ولم يتم تحريرها. لا تزال نجد في الصعيد الداخلي قوى مختلفة في الساحل والسويداء والمناطق التي تسيطر عليها ميليشيات قسد التي تعتمد على دعم أجنبي وقد تبرز عضلاتها امام الجولاني ليمنحها الجولاني تنازلات وكأن هناك عدة قوى في سوريا بدلا من حكومة مركزية واحدة.
فعلى سبيل المثال، كان هناك بند سري في الاتفاق بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية يقضي بأن أي قائد للجيش الوطني تورط في جرائم ضد أكراد حزب العمال الكردستاني الملحدين في عفرين ستحاسبه الحكومة السورية،شريطة أن تقدم قوات سوريا الديمقراطية وثائق تثبت تورطهم في الجريمة إلى الحكومة السورية.
اتضح اليوم للجميع أن سوريا لم تتحرر ولكن القوى المختلفة المتواجدة استطاعت إدارة أهل السنة في سوريا وترويضهم عبر ما يقوم به الجولاني وأن تخضعهم لمخططاتها.
إن أهل السنة في سوريا الذين مكنوا الجولاني والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (من خلال الحكومة العلمانية التركية) وإسرائيل وهم اليوم يرون أن القيم الجهاد والقضية الفلسطينية قد تعرضت للخيانة في سوريا، فهذا يعني أن أهل السنة يسيرون على الطريق الذي رسمه الكفار والمرتدون لهم وأن أهل السنة هم أدوات يتلاعب بها الأعداء لتحقيق مخططاتهم ومآربهم.

الكاتب: صلاح الدين الأيوبي (أبو محمد العفريني الكردي)

  • Related Posts

    تركيا في غزة، من الدبلوماسية إلى نشر القوات والبديل للكفار المحاربين

    تركيا في غزة، من الدبلوماسية إلى نشر القوات والبديل للكفار المحاربين تم التوصل إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس بعد عامين من الجرائم الصارخة التي ارتكبتها الولايات…

    أسئلة يرددها المنصفون والذين يدعمون الإمارة الإسلامية في عصابة الجولاني

    أسئلة يرددها المنصفون والذين يدعمون الإمارة الإسلامية في عصابة الجولاني لماذا اعترفت الولايات المتحدة والغرب بحكومة أبي محمد جولاني أو أحمد الشرع ولكنها لم تعترف بإمارة أفغانستان الإسلامية بعد؟ هل…

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    You Missed

    تركيا في غزة، من الدبلوماسية إلى نشر القوات والبديل للكفار المحاربين

    تركيا في غزة، من الدبلوماسية إلى نشر القوات والبديل للكفار المحاربين

    أسئلة يرددها المنصفون والذين يدعمون الإمارة الإسلامية في عصابة الجولاني

    أسئلة يرددها المنصفون والذين يدعمون الإمارة الإسلامية في عصابة الجولاني

    الجولاني: من الصراع على الشريعة إلى الوقوع في فخ العلمانية

    • من alUrduni
    • نوفمبر 4, 2025
    • 10 views
    الجولاني: من الصراع على الشريعة إلى الوقوع في فخ العلمانية

    السوريون ينادون: استيقظوا أهل الإمارات و جزيرة العرب

    • من abuosameh
    • نوفمبر 4, 2025
    • 10 views
    السوريون ينادون: استيقظوا أهل الإمارات  و جزيرة العرب

    علماء الدعوة النجدية في حكومة الجولاني يصمتون صمتاً مخزياً أمام الجرائم التي ترتكب بحق الأمة الإسلامية

    علماء الدعوة النجدية في حكومة الجولاني يصمتون صمتاً مخزياً أمام الجرائم التي ترتكب بحق الأمة الإسلامية

    الإمارات العربية المتحدة المجرمة العلمانية تتحول إلى أداة يتلاعب الكفار المحاربون الأجانب بها في الدول الإسلامية

    الإمارات العربية المتحدة المجرمة العلمانية  تتحول إلى أداة يتلاعب الكفار المحاربون الأجانب بها في الدول الإسلامية