أحذية أطفال غزة المضرجة بالدماء حطمت قلبي

نشر رئيس تحرير صحيفة Het Laatste Nieuws البلجيكية ديميتري أنطونيسن، مقاطع فيديو والصور التي لا نهاية لها عن الأطفال الذين قتلهم الصهاينة في غزة. فهزت هذه المقاطع والصور مشاعر الذين لم يشعروا بأي شعور تجاه الموت والخوف منذ فترة طويلة.

كتب أنطونيسن قائلاً:
” لقد رأيت العديد من المشاهد المروعة ولكن صور أحذية الأطفال الملطخة بالدماء جعلتني أسأل نفسي: كيف يمكننا الدفاع عن العلم الإسرائيلي الذي يرفرف فوق مدننا؟

– أنا ديمتري أنتونيسن لا أبكي كثيراً عندما أشاهد الأخبار. أعمل كمحرر لصحيفة كبيرة. لقد رأيت العديد من الصور المروعة على مر السنين. رأيت المنازل التي دُمرت بعد الزلازل ورأيت جثث ضحايا الفيضانات والأشخاص الذين قتلوا في الحروب والتفجيرات.
كل يوم أواجه الألم. أصبحت المسافة بين الشاشة والقلب درعاً مهنياً.
لكن هذا الدرع تصدع بالأمس.
رأيت مقطع فيديو من غزة يصور أطفالاً. فلسطينيون صغار مبعثرين على الطريق. هناك شخص قد مات وهناك شخص يحتضر والوجوه مغبرة والجثث مغطاة بالدماء.
الأطفال المخدرون ينادون آبائهم دون أن يدركوا ما يحدث. ثم هناك لحظة لا أستطيع تجاهلها: حذاء طفولي صغير منسي على الرصيف. لم أستطع أن أتحمل. كنت منهاراً. حدقتُ في الفضاء لبضع دقائق.
ثم سمعتُ خبراً آخر. لقد رأيت صورة لقاعة مدينة أنتويرب التي يرفرف عليها العلم الإسرائيلي. شعرت بالاشمئزاز. كيف يمكن ذلك؟ كيف يجرؤ أي شخص بعد هذه الصور على تبرير الدعم والصمت والصيغ الدبلوماسية؟
أنا لا أكتب هذا لأسباب سياسية. أكتب كرجل وأب، ومواطن وصحفي . نعم كمحرر كذلك.
إن ما زلت تحاول الدفاع عن هذا العلم ويعتريك الشك في إنزال هذا العلم، فيرجى مشاهدة هذا الفيديو. انظر إلى أحذية هؤلاء الأطفال. استمعوا إلى هذه الصرخات. انظر إلى الوجوه. ثم حاول أن تقول إنك ما زلت تؤمن بالتوازن أو إنك ترى أن كلا الجانبين مذنبان.

ليس هذا العمود يدعو إلى الكراهية ولا يوجه اتهاماً أحادي الجانب. إنه نداء يخاطب الضمير ويستهدف الطبيعة البشرية. أنا ديمتري أنطونيسن لا أستطيع أن أتجاهل وإن كنتَ تتجاهل أنت، فربما نتحاور أنا وأنت بلغات مختلفة.

هذا هو رد فعل كافر على أحداث غزة يتابع الطبيعة الإنسانية السليمة. فماذا كان رد فعل أحمد الشرع وأكثر من 20 مليون شخص من أهل السنة في سوريا بينهم الآلاف من المجاهدين المسلحين المهاجرين وأنصار أهل السنة على جرائم الصهاينة على صمت أحمد الشرع وتحالفاته الدبلوماسية مع الصهاينة والولايات المتحدة وصهاينة العرب والعجم بحيث يواجه أهل السنة في السويداء اليوم غزة جديدة على أراضيهم خلقها الكيان الصهيوني والدروز العملاء؟
هنا يجب مراجعة أنفسنا بعد قراءة هذه الآية القرآنية وبعد أن رأينا خذلال أهل غزة ومآسيهم وتكرارها في سوريا: حيث يقول الله تعالى: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (الأنفال:25)

الكاتب: عز الدين القسام (حمد الدين الإدلبي)