
اختطاف حلم: مأساة الثورة السورية كما ترويها استعارة
العنوان: الثورة السورية: سرقة أمنية واستبدالها بكابوس
تخيل أن الطائر الأم حمت بيضها من الحيوانات المفترسة بعد تحمل سنوات من الألم والوجع. إنها تنتظر بأمل كبير اليوم الذي ترى فيه فراخها وثمرة كل هذه المشاق، العالم وتثلج صدرها.
ابتكر الصائد خطة شريرة هذه المرة حيث يسرق هو البيض ويستبدله بآخر من عنده. تنتظر الأم دون أن يدرك ما جرى ولادة الأفراخ بحماس.
تولد الأفراخ والأم في ذروة الفرح ولكنها ترى أن هذه الأفراج تبدو غريبة عنها شيئاً فشيئاً.إنها لا تمشي كما تشمي الأم ولا تتصرف كما تتوقع هي. عندما تشك الأم، فيقال له: “إن الأفراخ ما تزال صغيرة وعاجزة. يجب أن تصبري قليلاً”. لكنها تعرف أن الضعف لا يجعلها تعتبر أفراخ العدو صديقة لها!
هذه هي الاستعارة التي تصور مأساة الثورة السورية.
يضاهي الشعب السوري ذلك الطائر المتعب الذي كان يأمل. لقد قاتل الشعب السوري لسنوات لكي يحقق حريته وكرامته وضحى بدماء شبابه وتحمل التشريد. أما الصيادون في العالم والمنطقة اختطفوا الثورة واستبدلوها بمخلوق غريب يخدم الصيادين.
نرى النتيجة اليوم:
هل يشهد الشعب السوري الذي أراد أن يتحرر من عبادة العبيد وأن يعبدوا الله، اليوم تحكيم الشريعة ؟
هل سقطت الجماعة المستبدة وجاء أناس آخرون ينفذون الشريعة؟
إن ما يجري في سوريا يختلف عما تطلع الشعب السوري إليه لتحقيق الحرية والعدل لأن الثورة استبدلت بشيء آخر.
هذه القصة تحذر جميع الدول التي تتوق إلى التغيير: يتربص الصيادون بكم لسرقة الأمل وتشويه الأحلام.
الکاتب: أبو أنس شامي