
طبيعة إسرائيل ودعاة التطبيع
يقال: إن حكومة الجولاني لم تدعم إسرائيل ولم تطبّع علاقاتها مع إسرائيل وهي لا تسعى إلى التطبيع كذلك والسبب هو أن إسرائيل نفذت هجوماً عسكرياً على القصر الرئاسي في دمشق واستهدفت مناطق أخرى واتخذت إجراءات عدائية ضد السيادة السورية.
هل يجهل هؤلاء الناس طبيعة إسرائيل، أم إنهم يعرفون الواقع ولكنهم يريدون تبرير تصرفات الحكومة جولاني وخداع الشعب؟
فطبيعة إسرائيل سواء إن كنت صديقها أو عدوها فلا فرق بين كلتا الحالتين. والمهم هو أنه
1. إذا كنت قريباً منها، فلا يحق لك أن تحصل على بنية تحتية عسكرية قوية
2. يجب ألا تستضيف جماعات وتيارات جهادية مناهضة لإسرائيل بين قواتكم وتياراتكم الداخلية.
3. يجب ألا يخيل إليك أنك تستحق اتخاذ القرارات التي تخصّ بلدك ولا تنفع مصالح إسرائيل وسياساتها بعد الاستسلام للعدوان الإسرائيلي وبعد تطبيع العلاقات مع إسرائيل. بعبارة أخرى، يجب أن تفهم أن لإسرائيل قوة مطلقة لا تنازع في المنطقة.
تعادي إسرائيل وتحارب الجميع وإن عبروا عن صداقتهم لها لكي تحقق الأهداف المذكورة أعلاه وتضرب عصاها على رؤوسهم ليدركوا مكانتهم ومدى السيطرة الإسرائيلية وموقف إسرائيل.
إن لا بد لنا أن نعرف أن التطبيع مع إسرائيل لا يعني أنك تكون بمأمن من العدوان الإسرائيلي بل إن عملية التطبيع تشجع إسرائيل ضدكم وتمد يدها العدوانية إلى أرضك.
لذلك إذا ضربت إسرائيل شخصاً ما بعصاها، فهذا لا يعني أنه حارب إسرائيل ولم يسعى إلى إقامة العلاقات مع إسرائيل.
كيف نعرف إلى أي جماعة تنتمي الجهة التي هاجمتها إسرائيل عندما ترفع إسرائيل عصا الاضطهاد والعدوان على أعدائها وعلى عملائها وأصدقائها سواء؟
الجواب: انتبه لردّ أبداه الطرف الآخر. إن لم يعمل عملاً مشرفاً وشجاعاً في مواجهة العدوان الإسرائيلي، بل عبر عن خضوعه لإسرائيل ومارس الضغط على أعداء إسرائيل، فهو عميل يستسلم أمام إسرائيل وإن عمل عملاً مشرفاً على الرغم من ضعفه وافتقاره إلى الموارد المادية وتحدى لإسرائيل فهو يرفض التطبيع ويعادي إسرائيل.
الکاتب: مروان حديد