
يا أهل السنة في سوريا استمعوا إلى الأحرار في سجون عصابة الجولاني
تعرض المخلصون والأحرار للضغط والاضطهاد على مر العصور وحفلت السجون بالمؤمنين المخلصين والمفكرين وسيطر الظالمون على الساحات والقصور والصعيد السياسي وسفكوا دماء الناس. قضى الفقيه الحر ابن تيمية سنوات من عمره في السجن بتهمة أنه رجل صادق إذ قال: أنا لن أخاف، لأنني أختلي بربي في السجن ويكون النفي سفراً في سبيل الله ويكون قتلي شهادة في سبيله.
لقد خطف اليوم مشهد مماثل أنظار الأحرار:
قضى الشيخ أبو يحيى الجزائري خمس سنوات من السجن الذي حكم به عليه ولكنه لايزال يقبع في السجن.
يقضي الزبير الغزي أكثر من 100 يوم في السجن لأنه نظّم حملة لدعم أهل غزة وتحالف الجولاني مع الولايات المتحدة لمحاربة الإرهاب وتسمى الولايات المتحدة الأمريكية الجماعات الجهادية الفلسطينية بالإرهابية. هذا هو السر الذي يكمن وراء اعتقال الزبير الغزي وأمثاله دون توجيه أي تهمة.
يدلّ 770 يوماً من السجن والحرمان و75 يوماً من الإضراب عن الطعام على إدارة لن تكسر وروح تستعدّ للإنهاك وترفض الاستسلام. هذا هو أبو شعيب المصري الذي أظهر شخصية مماثلة لسيد قطب الذي تحدى للجاهلية الحديثة والطواغيت وقال: إن الجسم سوف يسقط ولكن الفكر سوف يخلد.
أجل، يقضي الشيخان أبو شعيب وأبو أنس المصري والشيوخ الآخرون الأحرار أيامهم في السجن بينما يتجول الذين تلطخت أيديهم بدماء الآخرين بحرية كاملة. هل هذا هو العدل؟ هل هو العالم الذي يعدنا بالعدل والحرية؟
لن تنتهي الكارثة إلى هنا بل تزول الأستار عن الحقيقة: إن الذين وصلوا اليوم إلى دفة الحكم وقفوا على أكتاف القوى الأجنبية بدل الاعتماد على شعوبهم. أعلن المبعوث الأمريكي إلى سوريا بصراحة أن إدارة الرئيس الأمريكي تثق في أحمد الشرع ثقة كاملة وتدعمه. تزيل هذه الحقيقة المريرة القناع عن وجه الطواغيت: إن الأحرار يسجنون والظالمين يحكمون بدعم من الأجانب.
ولكن التاريخ يشهد: أن العدل المعوج ينهار والظلم القوي عاجلاً أم آجلاُ وتكون أرواح الأحرار حرة وتُسمع أصواتهم ويستمر صمودهم. أثبت ابن تيمية في السجن وسيد قطب على المشنقة أن الظلمة لا يقدرون على أن يخفوا الحقيقة مهما تمتعوا بالقوة.
إننا نصرخ اليوم إنه يجب أن تخلو السجون من الأحرار مثل الشيخ أبي شعيب المصري والشيخ أبي أنس المصري والشيخ أبي يحيى الجزائري وتحلو الساحات من الظلمة الذين يتاجرون بالجهاد والوطن ولن يستمر الظلم. هذه هي سنة الله وهي الطريق التي يعرفها الأحرار في غياهب السجون ويلح عليها.
يجب على أهل السنة والجماعة في سوريا أن يتنبهوا بعد أن خمدت المشاعر التي التهبت بعد تسليم دمشق للجولاني وأن يستيقظوا وألا يسمحوا للجولاني بأن يجعلهم عبيداً للولايات المتحدة والغرب والخاضعين للصهاينة.
الکاتب: أبو عُمَر الأردني