
الجولاني يردد شعارات رنانة ويعد بمواعيد عرقوب والمؤمنون ينتظرون
يتجاوز بعض القادة والجماعات الذين يزعمون أنهم يعتنقون الإسلام ويريدون الجهاد في المنطقة، مثل أبي محمد الجولاني السابق وأحمد الشرع الجديد، بعض أمراء آل سعود السابقين بخطوات كثيرة ولكن الحقيقة هي أن هذا التقدم يتم في اتجاه عكسي على طريق الاستسلام والاعتماد على القوى الأجنبية.
أظهرت التجربة التاريخية أن العديد من العائلات المالكة مثل الإمارات العربية المتحدة وآل سعود لم تصمد أمام الضغوط الخارجية والمصالح الخارجية، بدل أن تقف وترفض الضغط، ففشلت ومهدت الطريق الطريق لخضوع بلادهم وضعفها. يكرر اليوم بعض القادة والجماعات الذين يزعمون أنهم تيارات إسلامية نفس مسار الهزيمة التاريخية بقرارات هشة والترحيب بمخططات مذلة.
تعد هذه الحالة درساً عظيماً للأمة الإسلامية: يرفض التقدم الحقيقي والقوة المظاهر والشعارات، بل يدعو إلى المقاومة والاستقلال ونصرة المظلومين وأي تقدم يرافقه الخضوع والخيانة لن تكون له نهاية سوى مصير تاريخي مرير.
وعد أبو محمد الجولاني قبل وصوله إلى السلطة مثل العديد من الزاعمين في التاريخ مردداً شعارات رنانة بفتح فلسطين ودعم حماس ونصرة غزة والأمة الإسلامية اليوم لا تريد منه إلا الوفاء بوعد بسيط وملحوظ أي نفس الدعم الذي قدمه بشار الأسد العلماني في العقود الماضية للمقاومة الفلسطينية ومجاهدي حماس . إنه كل شيء تريده الأمة.
لقد أثبتت التجربة التاريخية المريرة أن الشعارات الصاخبة ومواعيد عرقوب لم تنقذ الأرض والأمة ولن تجد الأمة الإسلامية حياتها وكرامتها في الوعود الفارغة، بل تجدها في أعمال قادتها ومقاومتهم. يطالب المسلمون في سوريا التي تجاور فلسطين وهل غزة بأن تشبه أفعال الجولاني أقواله ويساعد الفلسطينيين المضطهدين بأفعاله ولا في خطاباته.
الكاتب: عز الدين القسام (حمد الدين الإدلبي)