الجولاني: من الصراع على الشريعة إلى الوقوع في فخ العلمانية

الجولاني: من الصراع على الشريعة إلى الوقوع في فخ العلمانية

تحالف البعض منا منذ البداية مع أبي محمد الفاتح الجولاني أو أحمد الشرع الجديد بسبب حماسه للجهاد والقتال ضد العلمانيين الأجانب والعملاء وإقامة الحكومة الإسلامية التي تؤدي إلى خلافة على منهاج النبوة.
أبعدت خيانة الجولاني لأبي بكر البغدادي بعض الناس عنه وشتتت خيانته لأيمن الظواهري البعض الآخرين وأدت إلى إنشاء مجموعة جديدة تمثل تنظيم القاعدة في سوريا. فأصبحت خيانة الجولاني تظهر أكثر فأكثر مع تقدم الجولاني بحيث وصفه أبو محمد المقدسي وأمثاله بجاسوس للحكومة التركية. اعتراف الجولاني نفسه أخيراً بأنه تعاون منذ البداية مع الحكومة التركية العلمانية وحلفائها في المنطقة والعالم محاربة أي جماعة وأفراد وصفتهم تركيا والولايات المتحدة وشركاؤهم بالإرهابيين وهم معظم المجاهدين وأهل الدعوة والجهاد المخلصين.

طفا اسم أحمد الشرع المعروف بالجولاني على السطح بينما انتشر الكذب وزاد عدد من يبحث عن السلطة ليكون الجولاني مثالاً واضحاً للخداع والتحول والانحراف. هو رجل زعم ذات يوم أنه طالب يتتلمذ على علماء التوحيد ولكنه يواجه اليوم العلماء أنفسهم ويلجأ إلى قوانين ترفض الشريعة ومال نحو العلمانية والسلطة.

قال الجولاني باعتزاز: إننا ملتزمون بفتاوى العلماء الكبار مثل أبي محمد المقدسي وأبي قتادة الفلسطيني وناصر العلوان.

قال أبو محمد المقدسي الذي كان الجولاني يبجله بالأمس كعالم حبر عنه:
“كيف لا يكون من امتنع عن تحكيم الشريعة واختار العلمانية والقوانين الوضعية: كافرا وقد أتى بما نكفر به جميع الحكام ؟ هل تاريخه الجهادي مانع من موانع التكفير ؟ فقد كفر رسولنا أحد من كانوا من كتبة الوحي وقال: اقتلوه ولو وجدتموه متعلقا بأستار الكعبة فهل شفع له ماضيه ومنع من تكفيره أم جعل كفره أشد من كفار قريش الذين قال لهم:” اذهبوا فأنتم الطلقاء “ الجهاد والدعوة والصبر والثبات على الابتلاء والكلام في التوحيد ودخول السجون ومرافقة المجاهدين وتحرير البلاد من الطغاة وتحرير السجناء. هذا كله ليس من موانع التكفير بل هي حجج زائده على الإنسان بأنه قد ارتد عن علم ومعرفة وإصرار.
ولذلك لم نبال بالناس أجمعين حين كفرنا سياف ورباني وشيخ شريف فحبوط الأعمال كلها وارد على الخلق يتخوفه أولو الألباب لأنه يعني الكفر والخروج من الدين وقد خوف الله منه خيرة خلقه فقال بعد أن أثنى على ثمانية عشر نبيًّا عددهم ثم ختم ذلك بقوله:-
( وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كانوا يعملون) كما خوّف منه الصحابة وعموم المؤمنين إن هم رفعوا أصواتهم فوق صوت النبي أن يكفروا وهم لا يشعرون فقال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتِكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضَ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ) فكيف بمن رفع حكمه وتشريعه وقانونه فوق شرع الله وجعله مهيمنا عليه وقدّمه على حكم النبي ؟ أينفعه جهاد أو قتال أو نضال وقد نقض توحيده.
أيها القوم عظموا التوحيد لتفقهوا كلامنا: فالتوحيد هو الغاية التي لا ينفع مع جهاد ولا قتال ؛ ولا تضحية ولا استبسال فهذه كلها خدم للتوحيد ولا تمدح ولا تقبل ولا تنفع إلا بتحقيق التوحيد ولذلك فهي ليست موانع من التكفير ولا تعصم من نقض التوحيد فلا تستغربوا من تكفيرنا للجولاني وكل من يناصره على قوانينه التي تضاد الشريعة فهم يكفرون أنفسهم في أدبياته القديمة التي انقلبوا عليها ومن لم يُكفرهم ممن يفهم ذلك يُخشى عليه الكفر والتلاعب بالدين ؛ لأن الشريعة لا تفرق بين المتماثلات وقد عجز هؤلاء عن التفريق المعتبر شرعا بين الجولاني وسائر طواغيت الحكام”. ا.هـ

هذا الكلام يدل على أن الشيخ أبا محمد المقدسي لم يتغير ولكن الجولاني غير طريقه. أحب الجولاني منذ اليوم الأول الظهور وأظهر حبه للسلطة والشهرة ومقته للحقيقة والشريعة. زعم الجولاني أنه مجاهد وعرض نفسه في وسائل الإعلام كمجاهد ولكن قلبه يرنو إلى قصر السياسة والمقابلة مع الكاميرات.

واليوم عندما يرتدي الجولاني ربطة عنق ويصف نفسه بالرئيس السوري، فهو يرفض الشعارات الجهادية والوعود عن تحكيم الشريعة. زعم الجولاني يوماً ما أنه رجل دين ولكنه رفض الشريعة بعد أن وصل إلى السلطة مثل العديد من الوطنيين.

الكاتب: أبو عمر الأردني

  • Related Posts

    تركيا في غزة، من الدبلوماسية إلى نشر القوات والبديل للكفار المحاربين

    تركيا في غزة، من الدبلوماسية إلى نشر القوات والبديل للكفار المحاربين تم التوصل إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس بعد عامين من الجرائم الصارخة التي ارتكبتها الولايات…

    أسئلة يرددها المنصفون والذين يدعمون الإمارة الإسلامية في عصابة الجولاني

    أسئلة يرددها المنصفون والذين يدعمون الإمارة الإسلامية في عصابة الجولاني لماذا اعترفت الولايات المتحدة والغرب بحكومة أبي محمد جولاني أو أحمد الشرع ولكنها لم تعترف بإمارة أفغانستان الإسلامية بعد؟ هل…

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    You Missed

    تركيا في غزة، من الدبلوماسية إلى نشر القوات والبديل للكفار المحاربين

    تركيا في غزة، من الدبلوماسية إلى نشر القوات والبديل للكفار المحاربين

    أسئلة يرددها المنصفون والذين يدعمون الإمارة الإسلامية في عصابة الجولاني

    أسئلة يرددها المنصفون والذين يدعمون الإمارة الإسلامية في عصابة الجولاني

    الجولاني: من الصراع على الشريعة إلى الوقوع في فخ العلمانية

    • من alUrduni
    • نوفمبر 4, 2025
    • 2 views
    الجولاني: من الصراع على الشريعة إلى الوقوع في فخ العلمانية

    السوريون ينادون: استيقظوا أهل الإمارات و جزيرة العرب

    • من abuosameh
    • نوفمبر 4, 2025
    • 2 views
    السوريون ينادون: استيقظوا أهل الإمارات  و جزيرة العرب

    علماء الدعوة النجدية في حكومة الجولاني يصمتون صمتاً مخزياً أمام الجرائم التي ترتكب بحق الأمة الإسلامية

    علماء الدعوة النجدية في حكومة الجولاني يصمتون صمتاً مخزياً أمام الجرائم التي ترتكب بحق الأمة الإسلامية

    الإمارات العربية المتحدة المجرمة العلمانية تتحول إلى أداة يتلاعب الكفار المحاربون الأجانب بها في الدول الإسلامية

    الإمارات العربية المتحدة المجرمة العلمانية  تتحول إلى أداة يتلاعب الكفار المحاربون الأجانب بها في الدول الإسلامية