نظرة على السجل الأسود للولايات المتحدة وجرائمها في المناطق الإسلامية والتي يخدمها الجولاني الخائن اليوم

لعب أحمد الشرع المرتد والخائن الذي يقمع أهل الدعوة والجهاد في سوريا والمنطقة ويبيع الثورة والشعب السوري بالأمس مباراة كرة السلة مع قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي براد كوبر (سنتكوم) في واشنطن ويجامل بشكل ودي هذا المجرم الوحشي الذي ارتكب الجرائم الأمريكية في المناطق الإسلامية، لكي يقول إنه يتحالف مع الولايات المتحدة ويعمل بشكل جاد لتحقيق الأهداف المشتركة.

هنا يجب أن ننظر نظرة عاجلة إلى السجل الأسود للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين على مدى العقود القليلة الماضية التي دمرت الولايات المتحدة والدول الغربية فيها مساحات شاسعة من العالم الإسلامي أثناء الغزوات العسكرية والانقلابات والغارات الجوية والعمليات الخاصة ودعم الأنظمة القمعية والاستخدام الواسع النطاق للطائرات بدون طيار.

تظهر التقارير الرسمية التي نشرها الكفار العلمانيون أنهم قتلوا أكثر من 940.000 مسلم نتيجة للعنف المباشر الذي مارستها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان وسوريا واليمن وباكستان في الفترة التي أعقبت أحداث 11 سبتمبر ومات مئات الآلاف من المسلمين بشكل غير مباشر أي المجاعة والمرض وانهيار النظام الصحي والاقتصادي.

سوف نقدم لكم في ما يلي قائمة من الدول التي شهدت التدخل الأمريكي المباشر أو الدعم الاستراتيجي ونسجل لكم نوع التدخل والتقديرات التي وفرها العلمانيون:

أفغانستان (2001-2021 وما بعدها): الغزو العسكري الواسع والاحتلال والقصف والاشتباكات والعمليات الخاصة التي قتلت وجرحت مئات الآلاف من الأشخاص وشردت الملايين ودمرت البنية التحتية والخدمات العامة وغيرت الآثار النفسية والاجتماعية للأجيال.

العراق (2003 فصاعدا): الغزو الي بدأ عام 2003 والاحتلال: انهيار مؤسسات الدولة وتفجير المدن وصعود الصحوات والخونة والإبادة الواسعة التي مارستها الولايات المتحدة وخيانة الدين والأمة. أفادت التقديرات أي الدراسات التي نشرت في مجلة لانسيت والتقارير المستقلة بما يصل إلى مئات الآلاف من حالات الوفيات الإضافية التي تتعلق بالحرب حيث أكد أحد تقديرات لانسيت الشهيرة 654,965 حالة وفاة إضافية في الفترة 2003-2006. هذه المأساة الموثقة هي واحدة من أكثر النتائج المباشرة وضوحا للتدخل العسكري الأمريكي في المناطق الإسلامية.

سوريا (2011 حتى الآن): دعم شامل سياسي واستخباراتي وعسكري لمختلف الأطراف خاصة عصابات قسد والجولاني والحروب بالوكالة والقصف والتسليح المكثف للمجموعات المسلحة التابعة للجيش السوري الحر وعصابة الجولاني وقوات سوريا الديمقراطية وغيرها ومقتل وجرح وتشريد ملايين الأشخاص حيث سجلت منظمات حقوق الإنسان الدولية العلمانية وتقارير الأمم المتحدة العلمانية مقتل مئات الآلاف من المدنيين وتشريد عدة ملايين لتكون الأزمة السورية مثالاً على التقاء التدخلات الخارجية الأمريكية والتدمير الواسع للمناطق الإسلامية لتحقيق ما تريده الولايات المتحدة والغرب والصهاينة.

ليبيا (2011): التدخل العسكري لحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة للإطاحة بنظام القذافي المجرم واستبداله بعملائها وكانت النتيجة الإطاحة بالحكومة المركزية وتفتيت البلاد والإبادة على نطاق واسع وانتشار الفقر غير المسبوق وتشريد الملايين. قد وثقت تقارير منظمة حقوق الإنسان الخسائر في صفوف المدنيين الذين طالتهم الغارات الجوية لحلف شمال الأطلسي.

اليمن (2015 حتى اليوم): الدعم السياسي وتقديم الأسلحة للتحالف السعودي- الإماراتي وتبادل المعلومات الاستخباراتية والغارات الجوية، ما أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة والمجاعة وتفشي الأمراض وتدمير البنية التحتية الطبية والزراعية ومقتل مئات الآلاف من المدنيين بشكل مباشر وغير مباشر.

الصومال وجمهورية أرض الصومال ومنطقة الساحل الأفريقية أي مالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو ونيجيريا بذريعة مكافحة الإرهاب وأهل الدعوة والجهاد والتدريب والدعم العسكري للمرتزقة، ما أدى إلى زيادة العنف ونمو الجماعات المسلحة وتفاقم الظروف والأزمات الإنسانية.

باكستان (المناطق التي تسكنها القبائل): هجمات الطائرات المسيرة التي قتلت عشرات الآلاف من المدنيين والأطفال كما وثقتها مراكز الأبحاث المستقلة بحيث استهدفت هذه العمليات المسلمين في المناطق القبلية وتركت أثاراً اجتماعية طويلة الأمد عليهم.

فلسطين: تقديم الدعم العسكري والسياسي الأمريكي لإسرائيل لمواجهة حقوق الشعب الفلسطيني والحصار والهجمات العسكرية المتكررة وتدمير المنازل والبنية التحتية والقيود الصارمة على حياة الناس والذي ترك آثاراً إنسانية بعيدة المدى بغض النظر عما رأيناه في غزة. فإن العديد من التقارير الصادرة عن منظمات حقوق الإنسان وإحصاءات الأمم المتحدة تكفي الإشارة إليها.

باكستان وإندونيسيا والفلبين (المناطق التي يعيش المسلمون فيها+) والبوسنة والجزائر ومصر وتونس والمغرب وإيران (الانقلاب في عام 1953): شهدت هذه الدول شكلاً معيناً من التدخل الأمريكي الكارثي أي من دعم الانقلابات والضغوط الاستخباراتية خلال الحرب الباردة إلى العمليات العسكرية ومحاربة أهل الدعوة والجهاد في العقود الأخيرة. فكانت للعديد من هذه التدخلات آثار سياسية واجتماعية وإنسانية عميقة.

ليس هذه القائمة عشوائية أو اتهامات متناثرة، بل إنها دليل يشير إلى السياسة الخارجية والعسكرية للولايات المتحدة التي خلفت ملايين الضحايا والأزمات المستدامة. تظهر الأبحاث والتقارير المستقلة التي نشرتها المنظمات الدولية أن المواطنين هم الذين دفعوا ثمن هذه السياسات الأمريكية.

إذن يجب على الأمة الإسلامية أن تعرف هذا التاريخ وتسجله وتواجه الذين يريدون خدمة القوى العظمى والكفار وتحارب الاحتلال الذي تمارسها الولايات المتحدة.

الكاتب: أبو عمر الأردني