ترامب يخذل الأصدقاء وما يخططه ترامب لأوكرانيا: الاستسلام أم التسوية؟ هل ننتظر تسليم قوات سوريا الديمقراطية والجولاني؟ (1)
تركت الولايات المتحدة ببساطة قطر وشأنها خلال الحرب التي استمرت 12 يوما مع إيران إذ استهدفت الصواريخ الإيرانية قاعدة العديد كما تركت الولايات المتحدة عبد الغني في كابول وشأنه حيث بدأت تبيع أوكرانيا التي جرتها إلى مستنقع الحرب.
تظهر الحقائق أن مستقبل الجولاني وأمثاله الذين تحالفوا مع الولايات المتحدة يشبه ما حدث لعبد الغني في كابول أو مبارك في مصر أو زين العابدين في تونس. هنا نناقش خطة ترامب لأوكرانيا كدراسة تظهر مدى خيانة الولايات المتحدة لحلفائها.
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في نوفمبر 2025 وفي خضم الحرب في أوكرانيا خطة طموحة من 28 نقطة لحل الصراع، تم وضعها في محادثات سرية مع الممثلين الروس.
تطلب الوثيقة من اوكرانيا تنازلات كبيرة مقابل وعد موسكو بوقف الأعمال العدائية كما أفاد موقع أكسيوس وبعض المصادر الأخرى.
وصف بعض المعلقين مستندين إلى معلومات مسربة من واشنطن الخطة بأنها سيناريو واقعي للسلام ولكنهم يؤكدون على مخاطره التي تستهدف سيادة أوكرانيا، مؤكدين أن مثل هذه الظروف قد تؤدي إلى الاستسلام تحت الضغط.
إننا نستعرض في هذه المقالة طبيعة هذه الخطة ونحلل آراء الخبراء ونقيم رد أوكرانيا بناء على المنشورات والتحليلات الحديثة.
طبيعة خطة ترامب: ما الذي يعرض على كييف؟
تركز خطة ترامب التي ينسقها المبعوث الخاص ستيف ويتكوف والمبعوث الروسي كيريل ديمترييف على إيقاف الصراع مع عناصر من تبادل الأراضي وتشمل النقاط الرئيسية ما يلي:
– التنازلات الإقليمية: يجب على أوكرانيا سحب قواتها من 14٪ من دونباس التي تسيطر عليها كييف والاعتراف بضم القرم على الرغم من أن هذا الأمر لم ينص عليه بشكل رسمي كالاعتراف وتتعهد روسيا مقابل ذلك بعدم توسيع سيطرتها. يؤكد الفيديو أن هذه هي الحزمة الصغيرة لموسكو ولكنها تعني لأوكرانيا ضياع المناطق الاستراتيجية.
– القيود التي تتحدى الجيش: تقترح هذه الخطة تقليص عدد القوات المسلحة الأوكرانية إلى أكثر من النصف أي من مليون إلى 400,000 إلى 500,000 عسكري. بالإضافة إلى ذلك، يجب على كييف تجنب نشر الصواريخ الغربية بعيدة المدى والحد من شراء أسلحتها الثقيلة.
– الحوافز الاقتصادية: تدعو الخطة إلى استثمارات مشتركة في الطاقة والبنية التحتية، بما في ذلك مشاريع تنفع الجانبين في المناطق المحتلة ولكن دون ضمانات أمنية واضحة.
الضمانات الدولية: لا تشير الخطة إلى انضمام أوكرانيا إلى النيتو، بل ينص على موقف حيادي والضمانات متعددة الأطراف من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ولكنه لا يملك آلية تنفيذية تتعهد بها روسيا.
حلل المعلقون هذه البنود على أنها براغماتية أمريكية يقدمها ترامب الذي يركز على ما يجني من السلام العاجل للولايات المتحدة ويتجاهل حلفائه الأوروبيين.
يشير خبراء CSIS إلى أن هذا النهج قد يوقف الحرب ولكنه قد يترك الباب مفتوحا للهجمات في المستقبل.
يشكك المحللون بشكل عام في الخطة ويرونه يخدم روسيا بشكل أحادي. وصف أستاذ جامعة شيكاغو جون ميرشايمر في تعليقه على قناة الجزيرة الوثيقة بأنها هدية لبوتين، لأنها تضفي الشرعية على مصادرات 2014-2022 دون تعويض أو تحاكم قائلاً إنه ليس سلاما بل وقفة يمكن لروسيا خلالها إعادة تنظيم صفوفه.
هذا ويرى المحللون الواقعيون مثل ستيفن فايفر من مؤسسة بروكينغز أن الخطة واقع قسري نظراً إلى الإرهاق الذي نشأ من الحرب وانخفاض المساعدات الأمريكية ليكون الانتصار في أوكرانيا بعيد المنال حيث استشهد فايفر باستطلاعات الرأي التي تزعم أن 90 بالمئة من الأوكرانيين يدعمون المحادثات رغم أن البيانات قابلة للنقاش ويقول: إنه ليس استسلاما، بل تراجع تكتيكي.
يقول رجل الاقتصاد تيموثي آش بأن الخطة تنفع روسيا بشكل كبير حيث تترك أوكرانيا عرضة للخطر وتهدد أوروبا بعدم الاستقرار.
الكاتب: أبو عامر (خالد الحموي)





