ترامب يخذل الأصدقاء وما يخططه ترامب لأوكرانيا: الاستسلام أم التسوية؟ هل ننتظر تسليم قوات سوريا الديمقراطية والجولاني؟ (2)
ردّت القيادة الأوكرانية على خطة ترامب رداّ قاسياً كما توقع المحللون. شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي يعلم أنه تم بيعه على أن أوكرانيا لن تبيع مناطقها.
أكد مكتب الرئاسة الأوكرانية استعداده للمفاوضات بمشاركة الاتحاد الأوروبي مع الحفاظ على الخط الأمامي الحالي كأساس لوقف إطلاق النار وأرسل زيلينسكي وفدا إلى تركيا لإجراء مشاورات بديلة، مشيرا إلى البحث عن خطة بديلة.
ينظر المحللون في كييف إلى الخطة على أنها خيانة. فقد أعلنت وزارة الخارجية عن شطب اسم أوكرانيا من العملية، ما تسبب في ارتباك وقلق. يضغط الدبلوماسيون الأوكرانيون على أوروبا لإنشاء جبهة صلبة ضد الأفكار الأمريكية كما أفادت صحيفة كييف إندبندنت خوفاً من أن يضعف التنازل موقفهم في المفاوضات. تشير استراتيجية شراء الوقت إلى أن كييف لا ترفض الخطة حتى لا تبعد كييف ترامب عنها كما أشار المحللون في قناة سكاي نيوز لإعادة النظر إلى الخطة تحت ضغظ من الشعب.
يجمع الخبراء على أن خطة ترامب تمثل استسلام أوكرانيا وهذا أمر واقعي للغاية. تصف مجلة نيوزويك ذلك مباشرة بأنه استسلام محكوم عليه بالفشل وتؤكد على ضياع المناطق والقوة العسكرية دون ضمانات كافية.
تؤكد وكالة رويترز نقلا عن بعض المصادر أن الخطة تتطلب من كييف التنازل عن المناطق والأسلحة وهو ما يعادل فشلاً ذريعاً. وصف البيت الأبيض في خطوة نادرة بأن الخطة تنفع الطرفين ولكن بعض الخبراء مثل خبراء جامعة كورنيل يرون أن أوكرانيا ترفض هذه الخطة لأنها بداية جديدة ولكن بالشروط التي فرضها المعتدون.
هذا و تعتمد الأمورعلى الظروف التالية: تنخفض المواردالأمريكية بحيث تنخفض المساعدات الأمريكية بنسبة 40 بالمئة في عام 2025 وقد تتحول الخطة إلى شر أقلّ وقد يستخدم ترامب النفوذ المالي دون بديل، ما يجعل الاستسلام سيناريو مسبقاُ.
تقترب خطة ترامب من البراغماتية والاستسلام في نهاية المطاف. أما كييف، فهي ترى الخطة ضربة لطموحاتها تثير مزيجاً من الغضب والبراغماتية الدبلوماسية. أشار أحد المحللين في بوليتيكو إلى أنه هذه ليست نهاية التاريخ، بل بداية جديدة ولكن من يفرض هذه البداية الجديدة؟
ألا ترى نفس الصفقة بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة عن المناطق السورية المحتلة؟ ألا ترى نفس الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة في الجنوب السوري؟
أما كان رد فعل حكومة أحمد الشرع على كل هذه الصفقات سوى الاستسلام والتطبيع؟
هنا نصل إلى ملاحظة هامة وهي أن الولايات المتحدة لا ترغب في الحصول على الحلفاء في مناطق معينة، بل تريد عملاء يملكون تاريخ صلاحية محددة حتى تحقق الولايات المتحدة أهدافها المعينة.
إذن يجب علينا أن نتتظر حتى نرى بيع قوات سوريا الديمقراطية والجولاني والعملاء الآخرين في سوريا وإن دفعوا الكثير مثل الحكومة القطرية أو ضحوا بأمتهم ومناطقهم للتحالف مع الولايات المتحدة، كما حدث في أوكرانيا.
الكاتب: أبو عامر (خالد الحموي)





