معركة مؤتة وردّ تاريخي على بث الفزع الذي يمارسه الصهاينة الذين يصورون قدراتهم أكبر مما عليه
أظهر عدد من المؤمنين وأهل الدعوة والجهاد بشكل رمزي معركة غير متكافئة تذكرنا بأحد صفحات تاريخ الإسلام المضيئة أي معركة مؤتة حيث قاتل 3,000 مجاهد مسلم 200,000 جندي روماني إذ لم يخشى المسلمون المجاهدون كثرة الأعداء ولا معداتهم.
يمنع بعض الإخوة الشعب من مقاومة الاحتلال ونهب الموارد ويعيدون هذه العبارة: العدو الصهيوني يتمتع بقدرة فائقة في سوريا، فلا نستطيع مواجهته، بينما يرون نضال أهل غزة أمام هذا المحتل الشرس وهم رأوا ملحمة بيت جن وصمود أهلها أمام قوات الاحتلال.
يمكن لنا أن نوجه سؤالاً واحداً إلى أبواق الجولاني والفاشلين الذين عجزوا عن مقاومة العدو الصهيوني والولايات المتحدة وتركيا ألا وهو: إن كان معياركم هو كثرة العدو، فهل يمكن لنا أن نعتبر جهاد المسلمين في معركة مؤتة رغم تفوق العدو عليهم أمراً خاطئا؟ هل كان على رسول الله عليه وسلم أن يمنع الصحابة من المعركة خوفاً من قوة الرومان؟ هل رفض القادة الثلاثة الشهداء في هذه المعركة أي زيد وجعفر وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم خوض المعركة بسبب نقص القوات والمعدات؟
لا.بل وضعت هذه السرية في معركة مؤتة حجر الأساس لكي يحقق المسلمون انتصارات عظيمة على الرومان وأحيت الأمة. ذكر القرآن هذه الحقيقة قبل معركة مؤتة: ” فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (البقرة: 249)
تحمل هذه الآية وتلك الحدث رسالة واضحة: لا يدعو العدو الأكبر إلى مغادرة الساحة، بل يكون العدو الأكبر هو سبب الوحدة والمعرفة والتجلد والحركة.
واجه المسلمون في مؤتة عدواً قوياً تفوق عليهم عدداً. فلا ينبغي للمسلمين في سوريا أن يخافوا من عظمة إسرائيل أو داعميها الغربيين اليوم لأن القوى تتغير ولكن سنن الله تعالى لا تتغير.
الكاتب: أبو أسامة الشامي





