الشجاعة التي تنسى واختبار رجولة السوريين
أهدى الرسولُ صلی الله علیه وسلم سيفًا لأبي دجانة رضی الله عنه منقوشًا عليه : فِي الْجُبْنِ عَارٌ وَفِي الْإِقْدَامِ مَكْرُمَةٌ وَالْمَرْءُ فِي الْجُبْنِ لَا يَنْجُو مِنَ الْقَدَرِ. (ابن سعد، الطبقات2/15)
تعكس اليوم هذا التصريح أكثر من أي وقت مضى أن الذين يزعمون أنهم مجاهدون تورطوا في دوامة الألعاب السياسية التي يمارسها أمثال الجولاني الخائن والنزاعات الداخلية لسنوات عديدة، بينما يرى الأمريكيون والصهاينة المحتلون وتركيا وفرنسا المجرمة وعملاؤهم أمامهم وفي متناول أيديهم ولكنهم يتفرجون على المشهد ويراقبون ويبررون الاستسلام، بينما لا يمكن إنقاذهم من القدر الذي شاء الله تعالى لهم.
يا أتباع أحمد الشرع، لقد رأينا جميعا كيف صمتم صمتا رهيباً أمام جرائم الصهاينة التي تستهدف أهل غزة وما زلنا نرى كيف تسكتون في مواجهة العمليات التي تقودها الولايات المتحدة أو رأينا جميعنا كيف لم تفعلوا شيئاً في مواجهة هجمات الصهاينة على أهل قرية بيت جن بريف دمشق واكتفيتم بعدّ النساء والأطفال القتلى.
هنا يجب أن نسألكم أين الغيرة الإسلامية التي تتحدثون عنها؟ أين الشجاعة التي زعمتم بها أنكم ورثة الجهاد؟ إذا كنت مجاهداً مخلصاً، فأثبت صدقك في أفعالك واترك الصمت.
تحولت أرض سوريا ودماء النساء والأطفال المضطهدين إلى اختبار لقياس صحة ادعاءاتكم.
تنتظر الأمة اليوم لكي ترى أنه مازلتم تتورطون في الخيانات الداخلية وتعتقلون المخلصين مثل أبي شعيب وأبي الوليد وأبي عبد الرحمن الغزي وتواصلون إذلال المجاهدين السابقين والأنصار والمهاجرين أم إنكم تظهرون أن قلوبكم مفعمة بحب الأمة وتكره الطاولات السياسية وترفضون الجولاني الخائن الذي انكشفت خيانته للعامة والخاص؟
يتوقع المؤمنون منك ان تظهروا ولاءكم للشعب والأمة وأن تدافعوا عن سوريا في مواجهة المحتلين بدلا من الاكتفاء بالمبررات غير الشرعية التي تصدرها أبواق الجولاني والانخراط في حروب أهلية مع معارضي الولايات المتحدة بذريعة مكافحة الإرهاب ومساعدة الولايات المتحدة والكفار الآخرين الذين يحاربون المسلمين ومتابعة المشاريع الغامضة والانتماءات المخزية.
لا تكفينا الشعارات اليوم عندما نرى المحتلين الصهاينة يقتلون النساء والأطفال والعوائل في بيت جن والمناطق الأخرى. يجب اليوم أن نتحرك وندعم المظلومين.
الكاتب: عز الدين القسام (حمد الدين الإدلبي)





