رسالة إلى الشعب الأمريكي، من الشیخ أسامة بن محمد بن لادن تقبله الله

رسالة إلى الشعب الأمريكي، من الشیخ أسامة بن محمد بن لادن تقبله الله

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين، أما بعد ..

من أسامة بن محمد بن لادن إلى الشعب الأمريكي بخصوص اعتدائكم على العراق ..

السلام على من اتبع الهدى ..

أيها الشعب الأمريكي .. لقد كان بعض الناس تبلغهم عنكم الأحلام فإذا بغالبيتكم قوم رِعاعٌ لا خَلاق لهم في عظيم الأخلاق. تنتخبون شراركم ممن كثر كذبه وقل أدبه يستعبدكم أكثركم مالًا وأقواكم نفوذًا وإعلامًا، ولا سيما اليهود الذين يسيرونكم خلفهم تحت خدعة الديمقراطية لدعم الإسرائيليين ومخططاتهم معاداة لديننا وعلى حساب دمائنا وأرضنا، وكذلك على حساب دمائكم واقتصادكم، وقد أثبتت المواقف والأحداث هذا الأمر. وما دفعكم إلى حرب العراق التي لا ناقة لكم فيها ولا جمل إلا احد الأدلة على ذلك.

وقد جاء بوش ومعه عصابته وأصحاب الأحذية الغليظة والقلوب القاسية التي هي شر عظيم على جميع البشرية في دمائها وأموالها وبيئتها وأخلاقها، جاءوا ليوجهوا طعنات قوية متتالية للصدق الذي هو أساس الأخلاق كل من موقعه حتى صرعوه باحتراف أمام العالم. وبتصرفاتهم تلك شجعوا النفاق واشتروا الذمم وأفسدوها ونشروا الرشوة السياسية على مستوى رؤساء الدول بغير حياء. وإن هؤلاء وزعيمهم يستسيغون الكذب والحرب والسلب والنهب في سبيل أطماعهم الشخصية فأنيابهم تقطر دمًا من جثث أطفال فيتنام والصومال ومن أطفال أفغانستان والعراق. لذا فإنهم استخفوا بكم واستغفلوكم وغزوا العراق مرة أخرى وكذبوا عليكم وعلى العالم أجمع.

وقد قيل:

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت … فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

وقد دفع بوش بأبنائكم في فيِّ الأسد ليذبحوا ويُذبحوا مدّعيًا أن ذلك دفاع عن السلام العالمي وعن أمريكا، مخفيًا حقيقة الأمر، فمن جهة هو ينفذ مطلب اللوبي الصهيوني الذي أعانه لدخول البيت الأبيض بتحطيم قوى العراق العسكرية المجاورة لليهود في فلسطين المحتلة غير مبال بردود الفعل على دمائكم واقتصادكم. ومن جهة أخرى يخفي طمعه وطمع

هذا اللوبي في العراق ونفطه. وهو مازال يفكر بعقلية أجداده الذين كانوا يقتلون الهنود الحمر لأخذ أراضيهم ونهب خيراتهم ظانا أن الأمر غنيمة باردة ورحلة قصيرة لن تنكشف.

ولكن الله قيض له في بغداد دار الخلافة أسد الثرى .. طعم الموت في فمهم ألذ من الشهد، فأحالوا بفضل الله مكاسبه خسائر وفرحه ترحا وأصبح حاله كما قيل: “حتى رضيت من الغنيمة بالإياب” ، فالحمد لله الذي أظهر كذبه وفضح أمره وجعل المصائب في عهده عليكم تترى.

وإني أقول لبوش:

فإن تنجو منها تنجو من ذي عظيمةٍ … وإلا فإني لا أخالُكَ ناجيا

وأقول له أيضا: إن استنجادك بالعالم من حولك وتسوّلك الجنود المرتزقة من كل مكان حتى من الدول الصغرى قد حطم كبريائكم وقلل شأنكم وأظهر عجزكم، بعد أن كنتَ تدعي الدفاع عن العالم بأسره فصار حالك كما قيل:

كان يجير الناس من سيف مالك … فأصبح يبغي نفسه من يجيرها

وليعلم الظالمون أننا نحتفظ بحقنا في الرد في الزمان والمكان المناسبين على كل الدول التي تشارك في هذه الحرب الظالمة ولا سيما بريطانيا وأسبانيا وأستراليا وبولندا واليابان وإيطاليا، ولا يستثنى من ذلك من يشارك من دول العالم الإسلامي وخاصة دول الخليج وأبرزهم الكويت قاعدة الانطلاق البرية للقوات الصليبية.

كما وإني أقول للجنود الأمريكيين في العراق .. إنه بعد ما طلع النهار وافتضح أمر كبير الكذابين وظهر على حقيقته فبقاؤكم على أرض العراق ظلم مركب وحماقة كبرى وإنكم إنما تبيعون دنياكم بدنيا غيركم فتسفك دماؤكم ليرتفع رصيد عصابة البيت الأبيض ومن معهم من تجار السلاح وأصحاب الشركات الكبرى المتواطئة. وإن من أحمق الناس من يبيع دنياه بدنيا غيره.

وإن ما تواجهونه من موت على أيدي أبطال الإسلام في العراق هو جزائكم العادل، وقد قيل:

البَغْيُ يصرعُ أهلهُ … والظلمُ مَرْتَعُهُ وِخيمٌ

وإنا نحرض إخواننا على قتالكم وطعانكم والإثخان فيكم، وهم كما قيل:

ويركبُ يومَ الرَّوعِ فيها فوارسٌ … بصيرون في طعن الأباهرِ والكِلى

وفي الختام، فإني أقول للشعب الأمريكي إننا -بإذن الله- ماضون في قتالكم وسنواصل العمليات الاستشهادية داخل الولايات المتحدة وخارجها حتى تنزعوا عن ظلمكم وتتركوا حماقاتكم وتحجروا على سفهائكم. واعلموا أننا نحصي قتلانا -رحمهم الله- ولا سيما في فلسطين على أيدي حلفائكم اليهود، وسنقتصّ لهم من دمائكم أنتم بإذن الله كيوم نيويورك. وتذكروا ما قلته لكم يومها عن أمننا وأمنكم. وأما بغداد دار الخلافة فلن تأخذوها بإذن الله وسنقاتلكم ما استمسك السلاح بأيدينا فإن سقط ففي أيدي بنينا، ولتثكلنا أمهاتنا إن تركنا منكم على أرضنا ديارا.

وكيف ينام الليل من كان همه … قتالكم حتى تزول المظالمُ

كذبتم ورب البيت لا تأخذونها … مراغمةً ما دام للسيف قائمُ

وكنت إذا قومٌ غزوني غزوتهم … وتُضرب بالبيض الرقاق الجماجمُ

فلا سلم حتى يسقط الكفر في الوغى … ولا صلح حتى تحتويك الهزائمُ

وحسبنا الله ونعم الوكيل

والله مولانا ولا مولى لكم.
أغسطس 2003 م

  • Related Posts

    محاضرة بعنوان: واجبنا تجاه فلسطين، للشيخ أسامة بن لادن تقبله الله (2)

    محاضرة بعنوان: واجبنا تجاه فلسطين، للشيخ أسامة بن لادن تقبله الله (2) إجابة على الأسئلة – ما هو دور الشباب بالتوضيح؟ أقول بالنسبة لنا دورنا تحريض الأمة على الجهاد والذهاب…

    محاضرة بعنوان: واجبنا تجاه فلسطين، للشيخ أسامة بن لادن تقبله الله (1)

    محاضرة بعنوان: واجبنا تجاه فلسطين، للشيخ أسامة بن لادن تقبله الله (1) إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدهِ الله فلا…

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    You Missed

    محاضرة بعنوان: واجبنا تجاه فلسطين، للشيخ أسامة بن لادن تقبله الله (2)

    • من admin
    • ديسمبر 13, 2025
    • 7 views
    محاضرة بعنوان:  واجبنا تجاه فلسطين، للشيخ أسامة بن لادن تقبله الله (2)

    محاضرة بعنوان: واجبنا تجاه فلسطين، للشيخ أسامة بن لادن تقبله الله (1)

    • من admin
    • ديسمبر 13, 2025
    • 8 views
    محاضرة بعنوان:  واجبنا تجاه فلسطين، للشيخ أسامة بن لادن تقبله الله (1)

    السلام الذي يُفرَض على أوكرانيا ليس سلامًا، بل هزيمة خفيّة للولایات المتحدة والغرب (2)

    • من abuaamer
    • ديسمبر 13, 2025
    • 3 views
    السلام الذي يُفرَض على أوكرانيا ليس سلامًا، بل هزيمة خفيّة للولایات المتحدة والغرب (2)

    السلام الذي يفرض على أوكرانيا ليس سلاما، بل هزيمة خفية للولايات المتحدة والغرب (1)

    • من abuaamer
    • ديسمبر 13, 2025
    • 3 views
    السلام الذي يفرض على أوكرانيا ليس سلاما، بل هزيمة خفية للولايات المتحدة والغرب (1)

    الإيمان بالشريعة من منظور سيّد قطب تقبّله الله: هل يسود الإسلام أم الجاهلية على سوريا الجولاني اليوم؟ (3)

    • من abuaamer
    • ديسمبر 13, 2025
    • 6 views
    الإيمان بالشريعة من منظور سيّد قطب تقبّله الله: هل يسود الإسلام أم الجاهلية على سوريا الجولاني اليوم؟ (3)

    الإيمان بالشريعة من منظور سيّد قطب تقبّله الله: هل يسود الإسلام أم الجاهلية على سوريا الجولاني اليوم؟ (2)

    • من abuaamer
    • ديسمبر 12, 2025
    • 8 views
    الإيمان بالشريعة من منظور سيّد قطب تقبّله الله: هل يسود الإسلام أم الجاهلية على سوريا الجولاني اليوم؟ (2)