العملية المشتركة الأمريكية مع وزارة الداخلية السورية في ريف دمشق والرواية الملفقة وكذبة «المخدرات» الصريحة
أعلنت سنتكوم: عثرت قوات القيادة الأميركية الوسطى بالتعاون مع وزارة الداخلية السورية على أكثر من 15 موقعا لتنظيم الدولة جنوبي سوريا … تم أيضا اكتشاف كميات من المخدرات. العملية التي نفذناها مع وزارة الداخلية السورية تمت في محافظة ريف دمشق”
تفوح منذ البداية رائحة التضليل والسيناريوهات المفبركة من هذا البيان الأخير الذي أصدرها سنتكوم عن التعاون العسكري مع وزارة الداخلية السورية في ريف دمشق. تكون الادعاءات المطروحة غامضة بحيث لا تتماشى حتى مع تاريخ تنظيم الدولة في جنوب سوريا وفي كل المناطق الإسلامية.
1- ادعاء اكتشاف المخدرات في أوكار تنظيم الدولة
يعد هذا الكلام أبرز تناقض في البيان. لا يمتلك تنظيم الدولة في الجنوب السوري وفي أي أرض إسلامية شبكة مخدرات ولا تاريخ له في إنتاجها ولا طريق للتهريب يمر من الجنوب السوري. لا تنشط عصابات التهريب في الجنوب السوري ويتم إنتاج المخدرات وتهريبها في مناطق أخرى لا علاقة لها بمواقع تنظيم الدولة.
ترمي هذه الرواية إلى رسم صورة مجرم + فاسد + إرهابي للعدو لكي يُبرَّر أي تعاون مع الولايات المتحدة أمام الناس. لا توجد وثيقة رسمية ولا صورة ولا فيديو ولا تقرير مستقل يثبت أن تنظيم الدولة ينتج أو يخزن مخدرات في تلك المناطق. هذا سلاح دعائي مكرر والعملية كانت رسالة سياسية أكثر من كونها إنجازاً عسكرياً وإضافة المخدرات تأتي لتحلية الروايات الإعلامية.
لماذا يجب أن نفضح هذه الكذبة الأمريكية-الجولانية الواضحة؟
لأننا لا نجد في القرآن والسنة أي كذبة حتى على الشيطان وأعوانه. فكيف بالمسلمين الذين نختلف معهم؟ لا يحتاج الإسلام كذباً ولا خير في الكذب.
ولأن العالم كله ومنهم الشعب السوري يعلم أن تنظيم الدولة لا علاقة له بتهريب المخدرات. فهذا الكذب قد يجلب العطف عليهم ويُغطّي على انحرافاتهم العقدية الأخرى وتكون نتيجته تجنيد الناس للتنظيم بدل إضعافه.
2- لماذا تمت صايغة السيناريو بهذا الشكل؟
لأن الولايات المتحدة كلما تعاونت مع حكومة في المنطقة تريد غسل وجهها من تهمة التعاون مع الأنظمة. فتُدخل عنصر الشر المطلق (المخدرات) في التقرير كأن هذه التهمة صارت حزمة دعائية قياسية أمريكية حيث يوجهون تهمة تهريب المخدرات والإرهاب لاغتيال الشخصيات ويوجهون تهمة المخدرات وتواجد مستودعات المتفجرات ومستودعات المواد الكيماوية أو النووية لقصف المناطق وعندما تريد تطهير نفسها من التعاون مع حكومات فاسدة عميلة تزيد ربط عملياتها بـمكافحة المخدرات والإرهاب.
لا يمكن لنا اليوم أن نبرر الجرائم المشتركة بين الولايت المتحدة الأمريكية والجولاني في سوريا وفقاً للمبررات الشرعية وأصبحت هذه الجرائم تماثل جرائم الصهاينة مع عصابة الهجري الدروزية التي تستهدف الشعب السوري وجرائم الولايات المتحدة الأمريكية مع قسد في قتل أهل سوريا وقمعهم. إذن يصنع الأسياد والأتباع سيناريوهات سرعان ما ينكشف كذبهم.
الكاتب: أبو سعد الحمصي





