نقاش عن «الإعانة والاستعانة بالكفار» في سوريا، حقيقة يجب توضيحها (2)
عندما لا تصدر الحكومة في سوريا من الإسلام ولا تُطبَّق الشريعة وتنقسم أرض سوريا بين الخونة والعملاء وأمراء الحرب المختلفين بقيادة الولايت المتحدة الأمريكية والنيتو والصهاينة، فيتحدّث بعضهم عن جواز الاستعانة بالكفار ضد الخوارج في هذه الحالة. فما هذا إلا خداع. ألا يوجد رجل رشيد بينهم يسأل: أي حكومة إسلامية؟ وأي إمارة شرعية؟ وأي قائد مجاهد؟
عندما تسقط راية الشريعة وتحلّ طاولة المفاوضات مع أمريكا والانبطاح لها والحرب في سبيلها بشعار مكافحة الإرهاب محلّها وعندما تمتلئ السجون بالمهاجرين الموحّدين لا جواسيس الـCIA والصهاينة وتركيا والغرب وعندما تكون خطوط التماس مع العدو أكثر أماناً من صفوف المجاهدين، فالحديث عن «الاستعانة» مجرّد سخرية من الدين واستحمار الأمة.
ألا ترون اليوم في سوريا ما أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه: «سيَأتي علَى النَّاسِ سنواتٌ خدَّاعاتُ يصدَّقُ فيها الكاذِبُ ويُكَذَّبُ فيها الصَّادِقُ ويُؤتَمنُ فيها الخائنُ ويُخوَّنُ فيها الأمينُ»؟ ألا ترون أن المجاهد المهاجر والأنصاري الصادق يُسجن بينما يكون الجاسوس والمرتزق صاحب السيادة والمكتب والجواز الدبلوماسي؟
لا شك أننا اليوم في سوريا نواجه سيادة تتنفّس بريالات آل سعود ودراهم الإمارات وقطر والكويت ودولارات الولايات المتحدة والغرب وتركيا ورضاها ونجد قيادة تتلقى الأوامر من غرف الأمن في واشنطن وأنقرة ونشاهد مشروعاً لكبح التيارات الإسلامية وأهل الدعوة والجهاد لا لنصرتها.
فالحديث عن الاستعانة بالكفار لهؤلاء كالحديث عن الطهارة للخنزير لأنه لا يطهر ولا يستحق نقاشاً فقهياً.
يدور الصراع اليوم في سوريا بين الإسلام ومشاريع الكفار المحتلّين الأجانب والمرتدّين المحليّين ولا يدور بين مسلم يدعى بالخارجي والمعتدل.
لماذا نجد هذا الإخفاء والحذف الذاتي تجاه عصابة الجولاني وكلّ حلفائه في التحالف الأمريكي والكفار المحاربين المحتلّين الأجانب الآخرين؟
نقول بوضوح تام: من يتحالف مع الولايات المتحدة وشركائها الكفار الآخربن والمرتدّين ضدّ المسلمين، فليس اسمه مصلحاً، بل هو أحد من هؤلاء الكفار والمرتدّين وتابعيهم ومن يحاصر المهاجرين ويعرّضهم للاغتيال بذرائع مختلفة أو يسجنهم أو يعزلهم عزلاً شديداً، ليس عدوّ الخوارج؛ بل يكون عدوّ القرآن وشريعة الله والمؤمنين ومن يبيع دماء الشهداء وأهداف الجهاد والثورة الإسلامية السورية للكفار المحاربين المحتلّين الأجانب، ليس من أهل السياسة؛ بل من أهل النفاق والكفر الظاهر.
فدعونا نعدّل تعريفنا للإسلام والكفر قبل أن نتحدّث عن الاستعانة، لأنه يكون الإسلام والشريعة اليوم تحت الحصار ولا المحاصر ويكون المؤمنون والدعوة والجهاد من المهاجرين والأنصار مظلومين وليسوا مجرمين.
يمكننا أن نقول في مثل هذه الظروف وإن كانت القدرة موجودة إن السكوت عن مثل هذا السحر والدغل والظلم الظاهر يعني التأييد والمشاهدة والنظر يعني المشاركة في الظلم وإن أمسكوا مرّة أخرى بالمهاجرين الذين ليس لهم بعد الله قوم ولا قبيلة ولا ناصر إلا المؤمنين الصادقين وأنتم صامتون، فيأتي غداً دوركم.
الكاتب: أبو عمر الأردني





