لا يمكننا الثقة بدموع التماسيح التي يذرفها شيوخ البلاط مثل الشيخ عبد الرزاق المهدي ونتجاهل الخيانة للمجاهدين في سوريا
تحول الشيخ عبد الرزاق المهدي تحوّل إلى شخصية ولدت للحكومة المعارضة الاصطناعية حتى تتمكّن حكومة الجولاني من إدارة المعارضين وتحييدهم باستغلاله واستغلال الأشخاص الآخرين مثله الذين يتظاهرون بأنهم منتقدون للحكم. تتكرر هذه اللعبة في جميع الدول غير الإسلامية في العالم. هنا نوجه خطابنا إلى الشيخ عبد الرزاق المهدي الذي تولّى هذه المهمة التي اوكلتها حكومة الجولاني العميلة إليه.
أيها الشيخ! خدمت منذ سنوات ماضية أبا محمد الجولاني بفتاواك وقتلت بها آلاف المسلمين من أهل الشام وكنت تحلّل له ولأتباعه حرام الله لعمالة تركيا والكفار الآخرين والمرتدّين وأنت تستمر اليوم بهذه الكلمات والشفقة في نفس الخدمة ويبدو أنك تريد أن تتعاطف مع المؤمنين السجناء مثل أبي بكر المشهداني وأبي يحيى الجزائري وأبي شعيب المصري والزبير الغزي وجماعة حزب التحرير والمؤمنين الآخرين في سجون الجولاني الذين لم يرتكبوا جرماً مثل الشبيحة الذين أفرج عنهم ولم يُحاكموا بينما تكون يرغب أسيادكم في واشنطن ولندن وتل أبيب في هذا الأمر بالضبط ويأمرونكم بأن احتجزوا المسلمين وهدؤو الناس ببعض العبارات العاطفية. أليس هذا عاراً؟
عن أي انتصار تتحدّث أنت في سياق هذه الكلمات العاطفية؟ انتصار الديمقراطية الغربية أو انتصار سيادة القوانين الوضعية التي حلت محلّ الشريعة؟ أو انتصار تقسيم سوريا بين المحتلّين الأمريكيين والنيتو والصهاينة ومرتزقتهم؟ أو انتصار الموسيقى ورقص النساء والسفور على دماء الشهداء أو انتصار المعاقين في الحرب وكلّ تلك التكاليف في الأرواح والأموال؟ هذا هو الفرح والاستقلال الذي تفتخر به؟
هل كانت لدى شيوخ البلاط مشكلة في عهد حكم بشار الأسد العلماني؟ لا. وليست هناك مشكلة لدى شيوخ بلاط حكم الجولاني العلماني مشكلة. كانت المساجد والمدارس والمنابر في عهد الحكم العلماني تخضع لهم وإن كان بعضهم يتكلّم ضد الظلم والجرائم ولكنهم كانوا يناصرون النظام. هل تغيّر شيء اليوم في حكم الجولاني العلماني؟
ولكن عندما ثار أهل الشام ورفعوا رايات الجهاد في سبيل الله، فأنتم خرجتم فجأة من تحت الستار لإثارة الفتنة والتشتيت وتمثيل دور العمود الخامس للأعداء أو إدارة من يعارض الجولاني حيث جعلكم العدو أداة لكبح المجاهدين والمؤمنين وأنتم قمتم ببيع الفتاوى وصنعتم الجماعات وكفّرتم بعضكم بعضاً وسفكتم دماء المسلمين فانخدع آلاف الشباب الغيورين بفتاوى الجهاد التي أصدرتموها ثم ماتوا، لأن هذه الفتاوى ليست في سبيل الله بل في سبيل الولايات المتحدة والنيتو.
تحولت أرض الشام اليوم إلى أنقاض وأنتم تذرفون دموع التماسيح وتتحدّثون عن سجناء الرأي والعقيدة؟ بينما أنتم تساهمون في سفك دمائهم وأسرهم.
نسأل الله تعالى أن ينقذ الأمة من شرّ علماء السوء في كلّ لباس وقناع؛ أولئك الذين جعلوا الدين سلّماً لشهوة السلطة ورضا الطواغيت وهم أحد أخطر أعداء أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال: «إن أخوفَ ما أخاف على أمّتي كلُّ منافقٍ عليمُ اللسانِ» (الألباني، السلسلة الصحيحة 1013)
فلا يمكننا أن نصدق دموع التماسيح لشيوخ البلاط الذين جلسوا منذ سنوات إلى جانب الجولاني وارتضوا بكفره وجرائمه وجعلوا الآخرين يتوافقون معها وسفكوا دماء آلاف المؤمنين المهاجرين والأنصار في سوريا بفتاواهم ولكنهم يريدون اليوم ببعض العبارات العاطفية أن يظهروا كقدّيسين يتعاطفون مع المجاهدين والمؤمنين السجناء.
كفانا الخداع. نحن لم ننسَ أيها الشيخ عبد الرزاق أنك كنت من الذين وضعوا ختم الشرعية على مشاريع الجولاني التي أملاها عليه الكفار المحاربون المحتلّون الأجانب وحلّلت الخيانة الصريحة التي مارسها الجولاني لاسترضاء الأسياد الغربيين.
وماذا تقول اليوم أيها الشيخ بعد أن أدرك المؤمنون وأهل الدعوة والجهاد والمؤمنون في سوريا الخيانة الكبيرة وعلموا أن الجهاد وأهدافه تم بيعه ووجدوا أن العدو يحتل أرض الشام؟ حرية سجناء الرأي والعقيدة بينما تقف أنت إلى جانب الظالمين الذين سجنوهم؟
نعم. كفانا الخداع. يكفينا تمثيل دور المعارضة الاصطناعية لحكومة الجولاني العملية وإدارة الشباب الذين علموا عمالة هذه الحكومة التي انضمّت إلى التحالف الأمريكي لكي تخدم الكفار المحاربين المحتلّين الأجانب والمرتدّين وتخون المؤمنين وأهل الدعوة والجهاد.
الكاتب: أبو عمر الأردني





