تبعية عصابة الجولاني الأمنية والعسكرية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وآثارها في الشريعة
قال قائد القيادة المركزية الأمريكية الأدميرال براد كوبر إن العملية المشتركة مع وزارة الداخلية السورية سنظل يقظين وسنواصل ملاحقة الخلايا في سورية بقوة.
لا يستطيع أحد أن يتخيّل أن الجولاني يستغل الولايات المتحدة كتابع له في هذا التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بل العكس صحيح تماماً لأن الجولاني وعصابته هم يتبعون الولايات المتحدة ويجب عليهم كالجنود أن ينفّذوا المخططات والأهداف الأمريكية والطريقة التي ترسمها الولايات المتحدة في العمليات.
وهذا يخالف ما تأمر الشريعة به حيث يقول الله تعالى: ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا﴾ [النساء: 141].
تبع الجولاني وعصابته الولايات المتحدة وسلطوها. فلا يقدرون إلا على تنفيذ ما تأمر به الولايات المتحدة في محاربة أعدائها واعداء حلفائها وإن كان هؤلاء الأعداء مجاهدي حماس أو الجهاد الإسلامي في فلسطين أو تنظيم القاعدة أو أي مؤمن آخر توجه تهمة الإرهاب إليه كما تراه الولايات المتحدة.
يعد عمل الجولاني الاستعانة بالكفار ونصرة الكفار على المؤمنين، والله تعالى يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا﴾ [النساء: 144].
ترى الشريعة أن من كان من أهل القبلة وتولّى الكفار عن علم، ومتعمداً وباختياره فهو كافر مثلهم، كما قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾ [المائدة: 51].
قال القاسمي في «محاسن التأويل»: «ومن يتولهم منكم فإنه منهم» أي من جملتهم وحكمه حكمهم وإن زعم أنه مخالف لهم في الدين، فهو بدلالة الحال منهم لدلالتها على كمال الموافقة ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ يعني الذين ظلموا أنفسهم بموالاة الكفرة. اهـ.
بل ترى الولايات المتحدة الجولاني وعصابته وقسد وغيرهم من المرتزقة كلاب حراسة تحمي مصالحها أو مناديل ورقية تستعملها ثم ترميها بأي طريقة بعد انتهاء الغرض.
كلام الأدميرال براد كوبر يكشف بوضوح أن:
هناك تنسيق عملياتي بين وزارة داخلية الجولاني والقوات الأمريكية.
الولايات المتحدة تصف هذا التعاون بأنه ناجح وضروري.
وهذا يعني تدخّلاً مباشراً من قوّة كافرة محاربة محتلّة تحارب المسلمين في الشؤون الأمنية السورية.
يعد هذا النوع من الخيانة والتبعية الصريحة لعصابة الجولاني لأمريكا وحلفائها والتي نتيجتها تعزيز موقف العدو وإضعاف المسلمين وسيطرة الكفار المحاربين المحتلّين على مصير المسلمين وأرضهم، أمراً مرفوضاً وخطيراً يخالف العقيدة والاستقلال عند أهل السنّة في سوريا وفقاً للقرآن والسنة وأقوال فقهاء أهل السنة.
الكاتب: أبو عمر الأردني





