الإيمان بالشريعة من منظور سيّد قطب تقبّله الله: هل يسود الإسلام أم الجاهلية على سوريا الجولاني اليوم؟ (2)
عندما يوضّح سيّد قطب تقبّله الله، متبعاً الشريعة وفهم سلف هذه الأمّة أنّ لا إله إلا الله تعني أنّ الحاكمية والتشريع لله وحده وأن تزول ربوبية العبيد على العبيد مع إزاحة تشريع البشر للبشر.
يمكننا أن نسأل أتباع أحمد الشرع:
– هل أنتم أهل موحدون والحكم الذي أقمتموه اليوم في سوريا يقوم على هذا المعيار؟
– هل يأتي القانون والحكم من الكتاب والسنّة؟
– هل تحكم شريعة الله بشكل مطلق أم يكون مصدراً بجانب المصادر الأخرى والاتفاقيات والألعاب السياسية العلمانيّة والتعليمات والضغوط الخارجية؟
– هل تُطبَّق الأحكام الإسلامية دون النظر إلى رضا الولايات المتحدة وتركيا وقطر والصهاينة أو تجري الأحكام بالتوافق مع النظام العلمانيّ الدوليّ؟
– هل تكون المحاكم والاقتصاد والإعلام والسياسة الخارجية والنظام الحكوميّ لديكم وفقاً للتوحيد؟
– هل حلت ربوبية الله محلّ ربوبية البشر للبشر، أم لا تزال القوانين والقرارات البشريّة هي التي تحدد القوانين؟
إن كان جوابكم نعم، فما علاماتها؟ وإن كان لا، فكيف تدّعون أنّ مشروعكم إسلاميّ يقوم على الشريعة؟
نعم! وضح سيّد قطب تقبّله الله أنّ «لا إله إلا الله» لا تتحقّق إلا بقبول الحاكمية الكاملة لله في الأرض، كما هو وحيد في السماء ولا تزول ربوبية العبيد على العبيد إلا بزوال تشريع البشر للبشر.
وقولوا لنا أيها أتباع الجولاني: ما هو المصدر الوحيد للتشريع عندكم؟ هل تقوم قوانينكم ومحاكمكم ولوائح تنفيذيّة حصرياً على الكتاب والسنّة؟ أم تستمد أجزاء من النظام القانونيّ من القوانين العلمانيّة الدوليّة والاتفاقات السياسية مع العلمانيّين الكفّار المحتلّين الأجانب والمرتدّين ومصالح الدول العلمانيّة الخارجيّة؟
يحق لنا أن نسألكم أيضاً: هل قراراتكم مستقلّة ومبنيّة على الشريعة؟ أم تأتي بموافقة الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا والصهاينة والمنظّمات الدوليّة العلمانيّة ومخطّطات الغرب؟ وهنا يطرح سؤال نفسه أيضاً: إلى أيّ مدى تتمحور حدودكم والتعزيرات والاقتصاد الإسلاميّ والإعلام وتربية المجتمع حول الإسلام؟ هل يسري مفهوم «الحاكميّة لله وحده»؟
نعم، يجب عليكم أن تثبتوا في الفعل لا في القول فقط أنه هل اعترفتم بالنظام العلمانيّ الجاهليّ العالميّ؟ إن كان كذلك، فكيف يجتمع مع أصل التشريع لله وحده؟
أعطوا إجابة نهائيّة وصريحة للمؤمنين هل الحكم الذي أقمتموه في سوريا هو نفس التوحيد في الحكم والتشريع الذي أعلنه أهل الدعوة والجهاد على مدى قرون ودعمناه نحن أنفسنا في هذه السنوات القليلة؟
إن كان نعم، فأحْضِروا الوثائق والشواهد وإن كان لا، فلماذا تصفون مشروعكم بمشروع إسلاميّ؟
الكاتب: أبو عامر (خالد الحموي)




