قصة تدور عن المدخليين المعاصرين في بلاط الجولاني وفرحة الناس بزوال حكم بشار العلماني
المدخلية الناس في الأيام التي خرج فيها الناس إلى الشوارع لأسباب مختلفة منها الاحتفال بزوال حكم بشار العلماني انتهر جماعة من شيوخ السلفية قائلين: “لماذا تحتفلون بذكرى الانتصارات؟ هذا بدعة. أين كنتم يوم الحرب؟ لماذا الاحتفال؟ لماذا الموسيقى؟ لماذا الرقص؟!” كأن الدين كله عندهم يختصر في هذه المسائل.
تزجر هذه الطائفة كعادتها الدائمة الناس في أمور تكون من الأولويات البعيدة في الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا أثر لها في الكفر بالطاغوت والولاء والبراء وأولويات الشريعة الأخرى وتغيير المجتمع بناءً على الأهداف التي جاهد أهل سوريا من أجلها. يتمسك هذا التيار بهذه المسائل ويُضَخِّمُها ولكنه يترك الأصل: سلَّموا الحكم للعلمانيين العملاء وهم لا يرون خيانة الحكام ولا يشاهدون المحتلين الأمريكيين والصهاينة والأتراك ويتجاهلون رفض تحكيم شريعة الله ويغضون الطرف عن الفساد الإداري والسياسي ولكنهم يشتعلون غضبًا على الاحتفال أو فرحة الناس!
إن تولى هؤلاء الحكم يومًا ما، أثاروا فتنة تجعل الناس يلجأون إلى كل باب للخلاص منهم إذ أظهرت التجربة التاريخية ذلك. إذن يعني وجود هؤلاء الشيوخ لدى طواغيت المسلمين دفع الناس نحو العلمانية وتسليم المسائل الأساسية الحكومية والاجتماعية للعلمانيين وإشغال المسلمين بمسائل صغيرة أو تشتيت صفوفهم وإشغال المسلمين بالمسلمين بسبب هذه المسائل الصغيرة.
فتحول اليوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند هذه الطائفة إلى خدمة مجانية لأحمد الشرع وحكمه العلماني الذي بُني على أنقاض الجيش الحر وهو حكم مليء بالوجوه المظلمة والسوابق الملوثة والألعاب خلف الكواليس. نرى هؤلاء الشيوخ يزجرون الناس بسبب الاحتفال بسقوط نئام بسار الأسد بدل أن يواجهوا الظلم والفساد والتبعية للقوى الأجنبية والاحتلال أو السياسات المعادية للدين.
نعم، نر هؤلاء الشيوخ أيام الشدة والحرب في أي مكان وكان بعضهم متحالفا مع الجهاز الإداري لحكم بشار العلماني وخرجوا إلى الميدان ليظنوا أنهم حراس الدين ولكن الحقيقة واضحة: لا يعتبر هذا التشدد دينًا ولا غيرة. إنها مجرد أداة لخدمة السلطات القائمة لا دفاعًا عن الشريعة ولا دفاعًا عن الناس وأرض أصبحت تحت احتلال الكفار المحاربين المحتلين.
الكاتب: أبو سعد الحمصي





