سيطرة الصهاينة واحتفالهم على قمة جبل الشيخ دليل على الجهاد المزعوم أم على العمالة الفاضحة؟
قد يتساءل بعض المسلمين الذين لم يتعرفوا بعد بدقة على طبيعة الجولاني وعصابته في حماية مصالح الولايات المتحدة الأمريكية والصهاينة: إذا كانت حكومة الجولاني جهادية حقًا، فلماذا سيطر الكيان الصهيوني على قمة جبل الشيخ دون أي مقاومة؟ يجب أن يدرك هؤلاء منذ البداية أن هذه الحكومة ليست جهادية لأن الجهاد يعني المنع والاشتباك والتكلفة والعداوة. عندما يتقدم المحتل دون ألم، فهذا يعني ضوءًا أخضر، لا هزيمة.
كما قد يتساءل بعض المسلمين في سوريا وخارجها: كيف يمكن أن يمنع نظام الأسد مع كل جرائمه وصول إسرائيل إلى هذه القمة، بينما لا تحتج الحكومة التي تزعم أنها سلفية جهادية سياسيًا؟
الجواب بسيط، لأن الحكومة العلمانية لبشار الأسد كانت تقف أمام إسرائيل وسيدها أمريكا، أما مشروع الجولاني فهو مشروع تحت سيطرة السياسات الأمريكية وحلفائها الذين رفضوا العداوة مع إسرائيل وشطبوها من جدول الأعمال. هنا ليس الأمر ضعفًا؛ بل تغيير في الأولويات والمهمة.
لا يسمى الصمت التام أمام احتلال الكفار الأجانب والتعاون مع أمريكا والنيتو كالداعمين الرئيسيين للكيان الصهيوني إلا تساهلاً وعمالة. لذلك لا مقاومة عسكرية ولا مقاومة شعبية ولا موقف قانوني ولا بيان جاد وهذا كله يحمل اسمًا واحدًا: عمالة هادئة بدون ضجيج.
لا شك أنه كان جنود الجولاني سابقًا يُكبرون ويحملون راية التوحيد عندما مروا لأول مرة دون تفتيش بجانب الصهاينة وهذا هو دور الغطاء الخادع. فإذا كان العمل تساهلاً، يجب أن يكون الشعار دينيًا ليخدع الناس. يكون التكبير الذي لا يرعب المحتل مجرد أداة لإضفاء الشرعية على الذل.
يمسك الجولاني بالحكم وهو المسؤول المباشر عن هذه الحالة السائدة وسكوته يعني الرضا ورضاه يعني الأمر. فلا احتلال يدوم دون تنسيق مع حاكم الميدان.
يسير الجولاني على درب الجيش الحر نفسه، فتغيرت الأسماء والأعلام ولكن الخط هو الخط نفسه: التساهل مع الولايات المتحدة الأمريكية والصهاينة كالعدوين الرئيسيين للأمة. إذن يبررون الخيانة بـالمصلحة والتدبير ويقولون “مؤقتًا”، ثم يقولون “مضطرون” وفي النهاية يُباع كل جزء من الوطن يتقدم إليه الصهاينة إن تقدم الكيان الصهيوني المحتل غدًا من القنيطرة والسويداء.
الکاتب: عز الدين القسام (حمد الدين الإدلبي)




