هل تحكم الحكومة السورية الشريعة أم إنها تلبي رغبة الديمقراطية العلمانية الغربية؟
ما رأينا نحن الذين نكون من خارج سوريا اليوم ورافقنا السوريين منذ انطلاق الانتفاضة والجهاد ورأينا ثمار الدماء والشجاعة والتكاليف المالية المتنوعة التي تحملها أهل سوريا، هو أنه مجرد استبدال علماني ليبرالي غربي بآخر علماني كان يتبع روسيا والصين ولكنه يحمل أضراراً كبيرة على كل من لديهم يعادي الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ويحاربهما.
لم يسلم إخواننا في حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين وأهل غزة من أضرار هذه السلطة الجديدة لجماعة الجولاني، فكيف بإخواننا في القاعدة وأنصار الإسلام والتيارات الجهادية الأخرى في سوريا التي حملت السلاح للجهاد في سبيل الله.
يجب على المؤمنين الغيورين على الشريعة في الشام أن يعلموا أن الإسلام يرى الحكومة حقًا مطلقًا لله. كما يقول سيد قطب رحمه الله: «الله جعل الإنسان خليفة في الأرض ولكن ليس باختيار مطلق؛ بل على أساس الشريعة والحدود الإلهية الواضحة».
يكون هذا أمر الله جل جلاله الصريح: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ﴾ (يونس: 68) فقد أكد فقهاء أهل السنة والجماعة مثل ابن قدامة والنووي وغيرهم أن تحكيم الشريعة شرط لشرعية الحكم وكل عمل مخالف للشريعة باطل وظلم ومسؤولية الأمة والحاكم حماية أمانة الله ودماء الشهداء.
لكننا ماذا نرى اليوم في سوريا؟ إما تنفذ قوانين السلطة العلمانية السابقة لبشار الأسد أو ينفذ قانون مستورد من الخارج يُرضي الولايات المتحدة الأمريكية والغربيين وذلك القانون الديمقراطي العلماني الغربي الذي يتعارض مع شريعة الله.
نجد اليوم في سوريا، حاكماً يتبع الأعداء الكفار المحاربين المحتلين ونجد المجاهدين الصادقين مهمشين ودماء الشهداء ضائعة. هل هذا الاستخلاف الإلهي؟ لا، هذا غصب لحكومة الله يمارسه الكفار المحتلون وعملاؤهم وخيانة لدماء الشهداء.
يا أهل الشام! يجب على كل مؤمن أمام هذه الخيانة والظلم الواضح الذي يفرضه الجولاني على أهل السنة والجماعة في سوريا وأهل الشام توعية الناس وكشف الغش والتوضيح، ثم الحفاظ على المهارات الجهادية والقتالية وتعزيز الصفوف الجهادية لاستعادة أهداف الجهاد الشرعي وحفظ دماء الشهداء ومبادئ الشريعة التي باعتها عصابة الجولاني وأمثالها وألا نضيع هذه الأمانة الإلهية.
فلنتذكر أن الإسلام يريد الحكومة ويرفض التطبيع والصمت ويخالف دكان السياسة الغربية العلمانية وكل سلطة لا تحكم شريعة الله لا شرعية لها ويجب على أهل الدعوة والجهاد في سوريا بناء نظام على أساس القرآن والسنة والخلافة حتى لا تهدر دماء الشهداء وتحفظ الأمانة الإلهية.
الكاتب: المولوی نور أحمد الفراهي




