ليس الدواعش خوارج والإسلام يحرم التحالف مع الولايات المتحدة وهذا لا يدل على شرعية داعش (1)
ترى المذاهب والتفسيرات الإسلامية كلها حرمة الدخول في التحالف مع الولايات المتحدة للحرب ضد أي مسلم وأن يقر تنظيم الدولة (داعش) بحرمة هذه الجريمة الكبرى ليس أمراً مستغرباً ولكن هذا الإقرار وكون داعش يقاتل بين أهل السنة ضد الولايات المتحدة وعملاء الجولاني في سوريا وإن كان عملًا شرعيًا مستحسنًا لا يُعد دليلًا على شرعية أفكار داعش وأعماله في منهج أهل السنة والجماعة وعند المؤمنين وأهل الدعوة والجهاد.
لقد أعلنا مرارًا أن جبهتنا تكون حيث يُقاتل المجاهدون ضد الولايات المتحدة وإسرائيل وعملائهم ونحن ندعم حرب أي كافر ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، فكيف بحرب وجهاد المسلمين ضد هؤلاء المجرمين المحترفين ولكن يجب ألا ننسى الأضرار التي ألحقها تنظيم الدولة بأهل الدعوة والجهاد ويجب ألا ننسى أن داعش لم يكن بديلًا عن عصابة الجولاني ولا حاملاً راية الجهاد لأهل السنة والجماعة ضد الكفار المحتلين الأجانب والمرتدين.
عندما يحتل الكفار المحاربون والمحتلون الأمريكيون وإسرائيل والنيتو سوريا عبر الحكومة العلمانية المرتدة التركية ويقسم المرتدون والعملاء البلاد بينهم، فنحن لا نطالب بوقف حرب داعش أو أي جماعة مسلمة، بل حرب أي كافر ضد هؤلاء المحتلين وعملائهم، بل نطالب بإصلاح الفكر والطريقة التي ينظر تنظيم الدولة بها إلى المسلمين بحيث يتمكن هذا التنظيم المسلم من الاتحاد والتوحيد الجبهوي مع جميع المذاهب والجماعات والمقاتلين الذين يحاربون هؤلاء الكفار المحاربين المحتلين وعملائهم والتوحيد الجبهوي هو أقل ما ننتظره من داعش أمام هؤلاء الأعداء المحتلين الأجانب وعملائهم.
مع ذلك، نظراً إلى الحرب النفسية ضد داعش ومع وجود وسائل إعلام افتراضية متعددة يتعرف فيها الناس على داعش من لسانها، فإن السؤال الذي يشغل بال الكثير من المؤمنين هو: هل تنظيم الدولة فعلاً من الخوارج الذين تُطبق عليهم أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
صحيح أنه منذ بداية الثورة الشيعية في إيران ومن قبل علماء البلاط في الخليج، انطلقت حرب نفسية ممزوجة بالصدق والكذب ضدّهم، ومع صعود تنظيم الدولة في العراق والشام، أعيد السيناريو الملوث من قبل جنود الحرب النفسية لجميع الطواغيت الحاكمين على المسلمين وأسيادهم المحتلين الأجانب خاصة في السنوات الأخيرة، يُروج على نطاق واسع لتبرير الجرائم ضد تنظيم الدولة ادعاء أن داعش هم الخوارج ولكن هذا الادعاء، رغم بساطته الظاهرية، خاطئ من الناحية العلمية والحديث والتاريخ؛ إذ ليس منهج داعش منهج الخوارج ولا معتقداتهم مطابقة للخوارج الأوائل.
يجب أن نقول باختصار إن الخوارج كانوا جماعة رفضت بعد ما حدث في صفين الطاعة لأمير المؤمنين علي رضي الله عنه وخرجوا مسلحين بشعار لا حكم إلا لله، أي أنهم قبل الخروج المسلح وبينما كانت لديهم تلك المعتقدات المنحرفة في تكفير علي رضي الله عنه والحسن والحسين وآلاف الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، لم يُمنعوا من دخول مساجد المسلمين، بل كانوا يتمتعون بالحقوق المالية في الإسلام كالمسلمين الآخرين وكان المؤمنون يصلون خلفهم.
إذن، لم يكن لقب الخوارج بسبب انحرافهم عن معتقدات ومنهج الصحابة والمسلمين، بل جات التسمية بسبب حربهم المسلحة ضد الحكم الشرعي في دار الإسلام والمؤمنين الذين يؤيدون هذا الحكم الإسلامي أو لا يخضعون لتأويلات الخوارج الخاطئة في التكفير غير المبرر للمؤمنين.
كان هؤلاء الخوارج، إلى جانب خروجهم المسلح ضد خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحملون معتقدات محددة مثل تكفير مرتكب الكبيرة وإنكار الشفاعة وتأويلات خاطئة أخرى مسجلة بوضوح في كتب معتقدات أهل السنة.
كاتب: أبو أسامة الشامي




