علاج جراح الشام لا يكمن في الانضمام إلى داعش وإن سقط الجولاني في أحضان الكفار المحاربين والمحتلين الأجانب
ليس المسلمون أمام خيارين فقط، بحيث إذا سقط أمثال سياف في كابل ودمشق الذين ادعوا الجهاد كثيرًا إلى دركات الكفر والتعاون مع الكفار المحاربين المحتلين وأن يظنوا أن داعش على الحق وأن الخيار الوحيد لإخراج الكفار المحتلين من أرض المسلمين هو الانضمام إلى داعش. لا، ليس المسلمون في موقف يظطرون فيه على اختيار الأمرين؛ بل يمكن للمؤمنين وأهل الدعوة والجهاد رفض كليهما واختيار الخيار الصالح لأهل السنة والجماعة.
هذا يبرز بشكل كبير بعد فضيحة معاهدات أحمد الشرع مع الولايات المتحدة الأمريكية تحت غطاء الحرب ضد الإرهاب وقد أدى ذلك إلى أن يفكر كثير من المجاهدين في الشام في البحث عن علاج خيانة الجولاني بالانضمام إلى داعش ولكن هذا القرار ليس علاجًا لجراح الأمة، بل سقوط من حافة العلمانية إلى هاوية التكفير غير المنضبط وإفساد ترتيب العداوة الشرعي وفي النهاية تسليم الشعب وثمار الجهاد للكفار المحاربين المحتلين وعملائهم.
كيف يمكن الهروب من خيانة التعاون مع الكفار واللجوء إلى المنهج الخليط لداعش الذي يرى المسلمين المخالفين له الذين لهم أعذار شرعية معتبرة أسوأ من الكفار المحاربين؟ يكفي أن تتخيل شخصًا من طاجيكستان وأوزبكستان يترك الكفار والمرتدين ويتحمل الصعاب ليصل إلى أذربيجان ثم تركيا ومن هناك إلى باكستان ثم إلى أفغانستان، ليفجر نفسه في عدد اعضاء إمارة أفغانستان الإسلامية. أليس هذا ارتياباً وإفساد معرفة العدو شرعًا؟
يعني اختيار داعش الخروج من الحفرة والسقوط في بئر عميقة والهروب من مرض العلمانية والارتداد ولكن اللجوء إلى حمى الطاعون التكفيري وضرب أهل الدعوة والجهاد من الداخل وخدمة غير مباشرة للكفار المحتلين والمرتدين.
تكفينا تجربة قرن واحد. أظهر التاريخ من الجزائر ونيجيريا وبوركينافاسو إلى الصومال ومن الشيشان إلى اليمن والعراق والشام أن المنهج التكفيري الخليط لداعش لم يبنِ دولة ولم يوحد الأمة، ولم يجلب عزة ولم ينتج إلا سفك دماء المسلم على يد المسلم وتدمير المساجد والتشتيت أهل القبلة وفي النهاية إبعاد الشعب عن أهل الدعوة والجهاد وتمكين الكفار المحتلين وعملائهم.
يكفينا الآن، ليس الجولاني هو الحل ولا داعش. خطآن واضحان في قالبين مختلفين.
تكون العزة والهيبة والانتصار في الرجوع إلى منهج أهل السنة والجماعة. يكون فقه الأئمة الأربعة ومنهج السلف الصالح للأمة ونموذجه الواضح اليوم أمام أعيننا. تسير إمارة أفغانستان الإسلامية على منهج الإمام الأعظم أبي حنيفة رحمه الله وعلى أساس القرآن والسنة بدون داعش وبدون تكفير أعمى لتصبح أرضهم اليوم الشريعة والجهاد دار الإسلام لا تحكمهاحكم علمانية الغرب والشرق ولا عملاء الغرب.
لا تخلو إمارة أفغانستان الإسلامية من العيوب والنقص ولكنها تظهر أنه يمكن ألا تكون مع الجولاني ولا مع داعش، بل يضع الفقه السائد بين السوريين خيارات أخرى أمام المجاهدين.
كاتب: المولوي نور أحمد الفراهي




