شطب الجولان من الخريطة بداية رسمية لبيع سوريا كما تم بيع جهاد أهلها وثورتها
قد تصدم الحكومة التابعة والعملية التي يدرها الجولاني في كل فترة وأخرى السوريين والمهتمين بقضية أهل الدعوة والجهاد في الشام بصدمات قد تصل إلى درجة غير مسبوقة في تاريخ هذه الأرض. شهد المتابعون أحد أكثر الأعمال ظلمة من عصابة الجولاني، حيث طمست الجولان المحتلة من الخريطة السورية وهذا ليس خطأً فنياً ولا خطأً في الرسم ولا إهمالاً إدارياً.
يعرف المتخصصون في الشؤون السياسية والتاريخية أن الخريطة وثيقة للموقف وحذف أرض من خريطتها من قبل السلطة الحاكمة عليها يعني الاعتراف بالاحتلال والتخلي عن الحق ويُعدّ هذا الفعل من سلطة الجولاني انطلاقاً واضحاً لخيانة سوريا، كما ارتكبت سابقاً خيانات أكبر بحق الثورة والجهاد وأهل الدعوة والجهاد.
يؤكد المراقبون في هذا السياق أنه لا يحذف أي حاكم ولا تيار سياسي أرضاً محتلة من خريطته دون قرار مسبق ويحمل عمل عصابة الجولاني رسائل واضحة عدة تقول للعدو الصهيوني المحتل: لا ادعاء لنا بهذا الجزء من ترابنا وتقول لأمريكا والغرب: نحن ملتزمون بكلامكم في بيع هذا الجزء من أرضنا ونحن جديرون بالثقة وتخبر الشعب السوري وجميع المؤمنين وأهل الدعوة والجهاد في العالم: انتهت قضية الجولان. فلا يُطرح الحديث عن المقاومة ضد المحتل ولا فرضية الجهاد ولا غيرها من الأمور المتعلقة بالجهاد ضد المحتلين الأجانب.
يُمثّل هذا بالضبط ما يُتوقع من عامل مشروع تابع، لا ممن زعم الجهاد والدفاع عن الدين والشعب والوطن. كان الجولان خطاً أحمر بين السيادة السورية والمحتلين الصهاينة ولكنها طمست عمداً في سيناريو مشترك بين المحتلين الأجانب وعصابة الجولاني وليست الجولان مجرد منطقة جغرافية، بل هو أحد المعايير الرئيسية لصدق الشعارات أو كذبها.
تحدث الجولاني منذ سنوات ماضية باسم الجهاد وضحى بالأنصار والمهاجرين في سبيل هذه الشعارات ولكنه في أول اختبار رسمي لمواجهة المحتلين الكفار المحاربين الأجانب حذف الجولان وأظهر أن جهاده كان في الكلام فحسب وسياسته مُخصَّصة والخيار الشرعي الوحيد المناسب أمام هؤلاء المتآمرين الأجانب والعملاء هو إعادة إشعال شعلة الجهاد مع العبرة من الماضي وتجنب أخطائه السابقة.
لا يُمكن منع المزيد من الأضرار في سوريا إلا بالجهاد المسلح الشرعي الصحيح، المنسق البعيد عن التشتت والإسراع، المركز على المحتلين الكفار المحاربين الأجانب وعملائهم قبل أن يُرسّخ الكفار المحتلون الأجانب والمرتدون حكمهم كما فعل آل سعود والأردن والإمارات المتحدة وتركيا ومصر وأمثالهم.
الكاتب: عز الدين القسام (حمد الدين الإدلبي)




