مصير حكم الجولاني ومستقبله ومفهوم السلام المفروض مع الصهاينة كما تصفه واشنطن
بدأ الجولاني يخون أميره أبا بكر البغدادي ودخل عبر قناة النظام العلماني المرتد في تركيا إلى التحالف الأمريكي واقترب من الغرب والكيان الصهيوني. فأدرك أهل الدعوة والجهاد الواعون أن صهيونياً عربياً آخر يولد لحماية حدود الكيان الصهيوني.
يكشف كلام سفير الولايات المتحدة في الأراضي المحتلة الفلسطينية عن حقيقة كانت عصابة الجولاني تخفيها منذ سنوات، كما أخفت منذ سنوات ماضية علاقات الجولاني بتركيا والغرب ويُظهر تصريح السفير الأمريكي أن بقاء أحمد الشرع أو رحيله لا يرتبط بإرادة الشعب السوري ولا بمعايير إسلامية ولا حتى بقرار هيكل مستقل، بل يرتبط برضى أمريكا والمشروع الصهيوني.
يصرّح السفير الأمريكي في الأراضي المحتلة مايك هاكابي صراحة: أنه يعلم أحمد الشرع أن الطريقة الوحيدة للبقاء في السلطة هي السلام مع إسرائيل ومعنى ذلك واضح: انتقلت صناعة القرار من دمشق إلى السفارات وأصبح الحاكم منفذاً لوصفة أجنبية، لا ممثلاً للسوريين. والسلطة التي في يد الجولاني اليوم هي مكافأة منحتها أمريكا وشركاؤها له مقابل مهام محددة أنجزها أو يجب أن ينجزها في المستقبل، وهذه السلطة ليست مستقلة ولا علاقة لها بتأييد شرعي من المؤمنين وأهل الدعوة والجهاد وأهل الحل والعقد بين المؤمنين.
يُمثّل هذا الأمر مصير العملاء الذي يكتب فيه السفراء الأجانب الخطوط السياسية ويشترطون البقاء ويوقعون الإزالة. في مثل هذه المعادلة، ليس السلام مع إسرائيل خياراً بل هو شرط للبقاء، ما يعني التفريط بالمبادئ والدماء ودمار سوريا مقابل صفقة سياسية أمنية مع أعداء سوريا والأمة الإسلامية.
تضطر السلطة التي تبحث عن بقائها في رضى واشنطن وتل أبيب إلى احتواء المقاومة ضد هؤلاء الكفار المحاربين والمحتلين وعملائهم وتطبيع الاحتلال وتهميش الهوية الإسلامية بالألاعيب العلمانية الشائعة التي يمليها الأسياد.
ليس هذا الطريق طريق سيادة مستقلة على الأرض، بل طريق وصاية لا تجلب استقلالاً ولا عزة ولا مستقبلاً للسوريين ولا تضمن إلا استمرار مشروع تابع يقدّم قرباناً جديداً مع كل تغير في رياح السياسة.
الكاتب: أبو سعد الحمصي




