
إن الله يبتلينا بالمحتلين الأمريكيين والصهاينة الكفار ومع المحتلين الأتراك المرتدين
منذ زمن بعيد قلنا إن جماعة الجولاني والجماعات المشاركة في درع الفرات والجيش السوري الحر تقاتل من أجل المصالح الأمريكية وحلف شمال الأطلسي وليس في سبيل الله، وأن حربها مع بشار الأسد وروسيا وإيران ليست في سبيل الله والسنة والجماعة، بل من أجل حماية مصالح الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، لكن الكثير من الناس لم يفهموا ذلك ولكنهم يرون ما قيل بأعينهم الأن.
نرى حتى الآن أن الكفار الأمريكيين وحلف شمال الأطلسي (من خلال الحكومة التركية العلمانية والمرتدة) إلى جانب الكفار المجرمين قد احتلوا أجزاء من الأراضي السورية، ووفقا لفقه جميع المذاهب الإسلامية، فإن دغع هؤلاء الكفار المحتلين فرض على كل شخص بعد الإيمان والصلاة.
فابتلانا الله بهؤلاء المحتلين الكافرين. يقول الله تعالی:
فَإِذا لَقِیتُمُ الَّذِینَ کَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِکَ وَلَوْ یَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَکِنْ لِیَبْلُوَ بَعْضَکُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِینَ قُتِلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَلَنْ یُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (محمد/4)
يقول ابن كثير في شرحه: “وَلَکِنْ لِیَبْلُوَ بَعْضَکُمْ بِبَعْضٍ ” أي وجب عليكم الجهاد وقتال الأعداء ليبتليكم ويختبر أهواءكم (تفسير بن كثير ، ج 4 ، ص 154).
يقول السيد قطب : والله يختبرهم ويدربهم ويصححهم ويسهل عليهم وسائل الخير العظيم :
(أ ) يريد أن يختبرهم، وهذا الاختبار يخرج أفضل القدرات والمواهب لدى المؤمنين. ثم لا يكون للإنسان أفضل من الحق الذي يؤمن به، ويعتبره أسمى قيمة، ويسعى من أجلها ويقتل أو يُقتل. فإذا كان حيا، فذلك بسبب الحق والمعرفة التي اكتسبها، ولا يحب الحياة إلا في ظلها فلذلك لا يخضع لأحد.
(ب) أراد الله أن يدربهم ويزيل عنهم كل الرغبات في الدنيا، وأن يزيل ضعفهم، وأن يجعلهم أقوياء، وأن يزيل العيوب، وأن يزيل عنهم كل ما هو غير لائق بهم بحيث تكون كل مصالحهم من جهة، ومن جهة أخرى، يستجيبون لنداء الجهاد ويتطلعون إلى إرضاء ربهم وهذا أثقل من الآخر والله يعلم أنه عندما يعطى لهم خيار الاختيار سيختارون الخيار الأفضل.
ج) يريد إصلاحهم. وفي الآلام ومصاعب الجهاد في سبيل الله، أو التعرض للموت، أو في أي مرحلة، فإن هناك أخطارا تجبر الناس على بذل الكثير من أخلاقهم وقيمهم من أجل الخلاص وهذا شيء تافه وغير مهم، لأن هذه الأخطار سهلة على من اعتاد عليها، سواء نجا من تلك الأخطار أو أحدق به الخطر من كل جانب، والسعي في سبيل الله في كل مرة وفي لحظات الخطر يصقل القلوب، ويبدو أن هذه المواجهة هي بنية جديدة للقلوب والنفوس تشكلها على أساس النقاء والطهارة.
الحالات المذكورة أعلاه هي وسيلة لإصلاح المجتمع الإنساني بأسره، الذي تكون قيادته بيد المجاهدين الذين تحررت قلوبهم من التبعية على كل خيرات وخداع العالم، والمجاهدين الذين لا تستحق حياتهم كل هذا العناء، ويدخلون في أخطار قاتلة في سبيل الله، ولا شيء في قلوبهم يمنعهم من التطلع إلى رضا الله وشغل أنفسهم. بل عندما تكون قيادة المجتمع الإنساني بيد أمثال هولاء فسوف تصلح الأرض كلها وسيتم إصلاح الناس، ومن الصعب جدا على هؤلاء الناس أن يستسلموا للكفر والتضليل والفساد ويعهدوا إليهم راية القيادة، وهم نالوا هذه الراية بدمائهم وأرواحهم وتضحياتهم. (في ظلال القرآن، ج 6، ص 3286)
والآن إن الله يختبرنا مع هؤلاء الكفار المحتلين، ومن الصعب جدا علينا تسليم العلم إلى المرتزقة الداخليين لهؤلاء المحتلين.
الكاتب : أبوانس الشامي