
“هل فهم المجاهدون المخلصون أن الجولاني قد خدعهم؟”
یا إخوة الجهاد، یا من هاجرتم إلى الشام لرفع رایة الشریعة، یا من أرقتم دماءکم فی سبیل تحریر القدس، وخرجتم لمواجهة أعداء الإسلام. الیوم أنتم تشهدون خیانة واضحة. الجولانی الذی کان یومًا یرفع شعار الجهاد، أصبح الآن یظهر بوجه علمانی، وأقام جمهوریة سوریة بدلًا من سیادة الشریعة، وأوقف الجهاد. فما هذه الخیانة إلا مکیدة ضد الدین والمجاهدین المخلصین؟
الإسلام دین لا یقبل المهادنة مع الأعداء. القرآن الکریم حذرنا من البحث عن “سِلم رخیصة”، کما قال سید قطب رحمه الله، السلم الحقیقی هو الذی تُحفظ فیه حقوق الدعوة والإسلام، ولا یسیطر الأعداء على المنهج الإلهی أبدًا.
“وَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ” (سورة محمد: 35)
“ولا تضعفوا ولا تدعوا إلى صلح ذلیل وأنتم الأعلون.”
وقد أکد سید قطب رحمه الله فی تفسیر هذه الآیة أن السلم لا یُقبل إلا إذا حفظ حقوق الدین وصان عزة المسلمین، وإلا فإن السلم الرخیص یعنی قبول الذلة.
ولکن الجولانی الیوم قد صالح إسرائیل، وأصبح أعداؤنا الذین کنا نرفع علیهم السیوف یومًا ما، یأمنون فی ظل حمايته. کیف یبرر هذه الخیانة؟ هل هذا هو سبیل الرسول صلى الله علیه وسلم وأصحابه، الذین لم یتراجعوا عن الحق أبدًا وقدموا أرواحهم فی سبیله؟
الإسلام دین کامل یشمل العبادات والنظم الحکومیة والاجتماعیة والاقتصادیة. والجولانی بإنشائه نظامًا علمانیًا فی المناطق التی یسیطر علیها، قد عاد إلى الجاهلیة التی ذمها القرآن، ودعا المسلمین إلى مواجهتها.
یا إخوة الجهاد! قد حان الوقت لتفیقوا. الجولانی لم یعد یمثلکم. إنه أصبح أداة فی أیدی أعداء الإسلام. هل یلیق أن تُلطخ دماء شهدائنا بهذه الخیانة؟ علینا أن نقف على الحق، وألا ننخدع بهؤلاء المتعلقین بالدنیا. الله سبحانه وتعالى وعد بنصر من ینصر دینه.
یا أمة محمد!
الجولانی وأمثاله أمثلة للقادة الخونة الذین لا یؤمنون بالله ولا بالیوم الآخر. إنهم یقدمون مصالحهم الشخصیة على مصالح الأمة. علینا أن نتبرأ منهم ونوحد صفوفنا حول الشریعة والجهاد الحقیقی.
أيها المجاهدین، لا تنخدعوا بوعود الجولانی الفارغة. لقد انحرف بمسیرتکم. تعالوا نجدد بیعتنا مع الله، ونواجه أعداء الإسلام حتى ترتفع رایة التوحید مرة أخرى فی کل دیار المسلمین.
کاتب: أبوانس الشامي