
الجولاني: بطل افتراضي أم شريك في الصمت أمام إسرائيل؟
حسناً، أيها الجولاني، دعني أشرح لك الأمر ببساطة. يبدو وكأن أحداً قد غفا، فها هم الإسرائيليون يأتون ويهاجمون أرض سوريا وسماءها. أين أنت؟ على حد قول البعض خلف ظهرك، هل تجلس في ملجأ إسرائيلي تحتسي قهوتك؟ أم ربما تضع خططاً ضد نفس الشعب البائس الذي تحملك طوال هذه السنين؟
إسرائيل تخترق السماء السورية بسهولة وترسل قنابلها إلى أي مكان تريد، وأنت يا جولاني، على ما يبدو منشغل في اجتماعاتك “الاستراتيجية”. ربما تفكر كيف يمكنك مرة أخرى أن تتحدث عن المقاومة والصمود في الفضاء الافتراضي، دون أن تطلق رصاصة واحدة تجاه إسرائيل.
أتدري أين تكمن السخرية؟ أنت الشخص الذي لا يتردد في إصدار أحكام الردة بحق إخوتك المسلمين الأكثر قرباً منك فكرياً، بل وترفع السلاح في وجههم. لكن عندما يأتي الحديث عن إسرائيل، ذلك العدو الذي دبر المؤامرات ضد الدين وعرض الأمة الإسلامية، تلتزم الصمت، بل وتمهد الطريق لها.
بالمناسبة، سمعت أن دبابات إسرائيل وصلت إلى أماكن لا نجرؤ حتى على ذكرها من شدة الخجل. ولكن ماذا تفعل أنت؟ جالس تُملي على الناس أن يبقوا صامتين ويرددوا شعاراتك عن المقاومة؟ لا يا عزيزي، هذا لا ينفع. إن كنت رجلاً ميدانياً، فابدأ بإسرائيل التي تزعم عداوتها.
جولاني، دعني أقدم لك اقتراحاً بسيطاً: بدلاً من إضاعة وقتك في الصفقات والاجتماعات التي حتى أتباعك قد سئموا منها، قم واتخذ موقفاً شريفاً واحداً على الأقل. هنا الناس تحت قصف إسرائيل، وأنت على ما يبدو تصمم شعاراتك للمقاومة الافتراضية!
المأساة الحقيقية أنك تعتبر نفسك بطلاً للجهاد، بينما الإسرائيليون يتجولون في سوريا بكل أريحية، وأنت لا تملك حتى شجاعة تسجيل اعتراض صغير. إذا لم يكن هذا الصمت خيانة، فما هي الخيانة إذن؟
أيها الجولاني، إذا كنت تريد أن تترك أثراً في التاريخ، فلا تبع أرض وشعب سوريا، بل واجه العدو الحقيقي: إسرائيل. وإن لم تفعل، فإن التاريخ لن يذكرك إلا كمجرد أداة من الدرجة الثالثة، وليس كـ”قائد للمقاومة”.
کاتب: إبن التیمیة