
لن يستسلم الصهاينة وأمريكا أمام الحق ولن يخرجوا وإن كان الجولاني….
يظن البعض أن مداهنة الجولاني وتطبيعه مع تركيا وأمريكا والصهاينة تجعل الأعداء يستسلمون أمام الحق ويسلكون الطريق السوي.
ولكن هذا الظن أوهام وانخداع واضح لأن تاريخ هؤلاء الأعداء يؤكد منذ أول نبي إلى آخر نبي وكذلك تاريخهم المعاصر يثبت أنهم عندما حققوا مآربهم واكتسبوا ما يريدون، فهم يرفضون الحقيقة. يقول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ ■ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الألِيمَ [يُونُسَ: 96، 97]
– وَلَوْ أَنَّنَا نزلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ [الأنعام: 111]
– وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ ■ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ [الْحِجْرِ: 14، 15]
– وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ [الطُّورِ: 44]
– وَلَوْ نزلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ (الْأَنْعَامِ: 7)
لن يقبل الأعداء الحقيقة كما ترون وليست مطالبهم ومزاعمهم إلا ذريعة لتعطيل الحقيقة!
يقول الإمام ابن كثير عن هؤلاء الأعداء: هؤلاء أحقر من أن يردّ عليهم، لأن الردّ عليهم لا يحمل أي خير فهؤلاء يلحّون على عنادهم وكذبهم. [ تفسير ابن كثير، ج 4 ص 258] ولو استجيب لكل مطالبهم. [ تفسیر مقاتل جلد 2 صفحه 259]
إذن لا يمكن استرضاء أمريكا والنيتو والصهاينة وأمثالهم عبر النقاش والمداهنة والتطبيع والتنازل، لأنهم لا يريدون شيئا عبر مطالبهم إلا العناد والإلحاح على رفض الحقيقة حيث دخلوا سوريا وفلسطين واحتلوهما مستخدمين سلاحهم وإن لبى الجولاني وجماعته كل مطالبهم وفقاً للشريعة الإسلامية، فلن يستسلم هؤلاء أمام الحقيقة لأنهم دخلوا عبر القوة فلا يخرجون إلا بها!
الکاتب: أبو أسامة الشامي