
تنظيم الدولة (داعش) ليس بديلا عن الجولاني الخائن بالنسبة للمجاهدين المهاجرين والأنصار فی سوریا
بعد مشاهدة الخيانات المتكررة لأحمد الشرع (الجولاني) وانكشاف وجهه الحقيقي المناهض للجهاد وخضوعه للغرب، فإن المجاهدين الذين شاركوا منذ سنوات في الجهاد من أجل إقامة الحكومة الإسلامية وتحكيم الشريعة والقضية الفلسطينية وتحرير الأراضي الإسلامية من الكفار المحتلين الأجانب والطواغیت یعیشون في حالة من الارتباك ويبحثون عن بديل للجولاني يقودهم إلى ما سعوا له وقاتلوا من أجله.
لقد أدركت الولايات المتحدة وكل من شارك في إنتاج أحمد الشرع (الجولاني) كزعيم لسوريا هذا الخطر. إذن ذكروا في مقابلات مختلفة أنه يجب عليهم أن يتوقعوا انتفاضة ضد الجولاني ويعدوا أنفسهم لثورة يقوم بها الأحرار.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الولايات المتحدة وحلفائها على أهبة استعداد لتحويل هذه الانتفاضة الجديدة ضد الجولاني إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) لكي يتولوا مرة أخرى إدارة هذه المجموعة من المجاهدين المناهضين وإزالة الخطر من خلال تدمير طاقاتهم القاتلية.
إذا نظر أي شخص كان على علم بسجل داعش في أفغانستان وباكستان والعراق وسوريا وليبيا ومالي والصومال، فسوف يدرك أن تنظيم الدولة (داعش) كان أيضا عقبة أمام أهل الدعوة والجهاد بطريقة أخرى.
إذا كان الجولاني أصيب بالتفريط، فإن تنظيم الدولة قد سلك مسار الإفراط. لذلك لا يمكن اعتبار أي منهما بديلاً للمؤمنين المجاهدين. أما الخيار الأفضل فهو توحيد صفوف المجاهدين حول القواسم المشتركة الإسلامية ضد الأعداء المشتركين لجميع المسلمين والغايات المشتركة القائمة بينهم.
يصف سيد قطب تقبله الله الولايات المتحدة بأنها العدو الرئيسي و”الشيطان الأكبر”، كما يصف الشيخ أسامة بن لادن الولايات المتحدة على بأنها العدو الرئيسي و”رأس الأفعى” الذي يجب التركيز عليه كعدو رئيسي وتجنب الاقتتال الذي تخطط الولايات المتحدة وحلفائها له لتشتيت المسلمين.
إذن، فإن جميع المسلمين لديهم عدو مشترك يرافقه حلفاء في العالم والمنطقة وبين المسلمين. فيمكن لجميع المسلمين بغض النظر عن تفسيرهم ومذاهبهم التركيز على هذا العدو الرئيسي.
وبناء على ذلك، فإن جميع المسلمين يريدون إقامة الحكومة الإسلامية وتحكيم شريعة الله ومواصلة الجهاد حتى يغار المحتلون الأجانب ومرتزقتهم الأراضي الإسلامية وخاصة تلك التي تنتمي إلى القضية الفلسطينية لتحريرها من دنس الصهاينة المجرمين.
ألا يكفي ما ذكرناه من عدو مشترك وغاية مشتركة لتوحيد صفوف جميع المؤمنين وأهل الدعوة والجهاد والأحرار؟ أجل، لقد كفى.
لذلك فإن محاولة تنظيم الدولة (داعش) لاستغلال انحرافات الجولاني وجماعته لاستقطاب المجاهدين خاصة المهاجرين توجههم من انحراف إلى انحراف آخر.
أما ما قاله تنظيم داعش في بيان أصدره حيث خاطب القوات الأمنية التابعة للجولاني بشكل عام والمهاجرين بشكل خاص : ” والله لا شرف إلا بالإسلام ولا خلاص إلا بالتوبة ولا شرف في خدمة الظالم الذي باع دينه وسجد للكفار” فهو حقيقة لا غبار عليها ولكن تنظيم الدولة ليس بديلاً ولا يعتبر شرب الخمور وارتكاب الأمور المحرمة للمرض، علاجاً.
هناك أشخاص صادقون في تنظيم الدولة (داعش) ولكنهم مخطئون. فصدقهم لا يكفي للانضمام إليهم. وما يهمنا إضافة إلى ذلك تحديد الطريق الصحيح للدعوة والجهاد الذي لا يتبعه داعش.
الكاتب: أبو أسامة الشامي