یا عصابة الجولاني: لن تحدثونا عن تاريخكم الذي يحرجكم، ولا عن المبادئ التي تدينكم

یا عصابة الجولاني: لن تحدثونا عن تاريخكم الذي يحرجكم، ولا عن المبادئ التي تدينكم

١) تحكيم الشريعة:
نادى الدواعش بتحكيم الشريعة وإقامة الخلافة، فطار بهم كل مغفل وساذج ودرويش، وصفقوا لشعاراتهم ولم يلتفتوا إلى أفعالهم في المسلمين، وربما ذكروا نكايتهم في الروافض والعلويين ليغطوا بها جرائمهم ضد المسلمين.
ولما انشق الجولاني عنهم زاود على فصائل الثورة بتحكيم الشريعة، وقاتل الفصائل بهذه المزاودة، ثم كانت النتيجة أنهم دعوه إلى التحاكم للشريعة ورفضها، تكرر ذلك أكثر من عشرين مرة.
٢) الحرية والكرامة:
خرجت الثورة لأجل الحرية والكرامة، فكان الدواعش كنظام بشار يعتقلون ويقتلون كل إعلامي يخالفهم، وإن كان إجرامهم أخف من إجرام النظام.
ولم تتغيّر سياسة الجولاني حين انشق عنهم، وإن خفف من ذلك، وسبعة شهور من الحراك كشفت الكثير لمن أراد الحقيقة، وما زال كثيرون في معتقلاته، ولن يخرجوا لأنه دفنهم كل عشرة في حفرة.

٣) الأمن والأمان:
الأمن والأمان كذبة يرددها الطغاة ليغطوا إجرامهم وهضمهم لحقوق الناس.
وكان الدواعش يستبيحون أموال المسلمين بفتوى الاحتطاب المشهورة، فلما انشق الجولاني عنهم استمر بالفتوى نفسها، فلما تمكن من إدلب توقفت الجرائم فيها، لأنه صار يأخذ أموال الناس بالمكوس والمخالفات إن لم يشاركهم في تجارتهم، وربما احتكر تجارة صنف معين لعصابته، وهكذا جمع بين سياسة الطغاة وسياسة الدواعش.
٤) الدفاع عن الوطن:
يردد الطغاة مقولة الدفاع عن الوطن، ومقصودهم الدفاع عن الحاكم فقط، وهكذا كان الجولاني، وما زال، يتحدث عن الوطن والدفاع عنه، ويقصد شخصه الفذ، فالعدو الذي قصف إدلب عشرات المرات، وقتل العشرات من الأبرياء، لا يستحق الرد.
أرجوكم لا يعترض جاهل أو متعصب على هذا الكلام بتحرير دمشق، فقد اتضح للعالم تخطيط الأتراك لها.
والعدو الذي يتقدم الآن تجاه القنيطرة ودمشق لا يستحق الرد، لماذا؟
لأنه لا يشكل خطرا على الحاكم، بل الرد هو الذي سيتسبب في زواله!
ولأنه يستغل كل شيء لمصالحه الشخصية، فقد ظهر من أقواله وأفعاله أنه لا يريد الصراع مع إسرائيل!
وهكذا استثمر الوطن لمصلحته الشخصية، وقدم نفسه “الحاكم الصالح” لهم، لعلهم يزيلون التصنيف عنه، والنتيجة أنهم لا يزيلونه ولا يفعل شيئا لسوريا، فضاع الوطن بين جشع حاكمه، ومطالبة الأعداء بالمزيد من التنازلات.

٥) الاحتكار:
يحتكر الطغاة القرارات المصيرية للشعب والوطن، وهكذا فعل الدواعش، ثم فعل ذلك الجولاني لما انشق عنهم، ومجالات الاحتكار كثيرة جدا، وسأقف على أهمها:
١- القرارات السياسية، ومنها قرار السلم والحرب، فهو من يقرر السلام، وهو من يقرر الحرب، وإن كان الدواعش ليس عندهم سلام، فالجولاني ليس عنده حرب إلا ليصل إلى الحكم، ومن ذلك قتاله لعشرين فصيلا، ومن ذلك تقديم نفسه على أنه فاتح دمشق، والغرفة التي كان يقودها لم تتجاوز حمص حين دخلت غرفة فتح دمشق إليها، وأذاعت بيان تحرير دمشق ضحى
٦) هل تصدق أنه يوجد معتقلون الآن في سجون الجولاني لأنهم طالبوه وغيره بفتح الجبهات؟
هل تصدق أنه اعتقل بعض المجاهدين الذين نفذوا عمليات على العدو من وراء الخط الفاصل؟
ولو قبلوا أن ينسبوا العمل له لما اعتقلهم؟
هل تصدق أنهم قتلوا قائدا لأحد الفصائل قبل أسبوعين وأحرقوا جثته لأنه شاركهم في فتح حلب دون إذنهم؟
هل تصدق أنه احتكر السلاح الثقيل في إدلب، والفصائل التي تملكه لم يقرها على امتلاكها لها إلا بعد أن اشترط عليهم ألا يستخدموه إلا بإذنه؟
هل تصدق…؟ وهل تصدق…؟
٢- احتكار القرارات الاقتصادية:
احتكر الجولاني في أول الأمر تجارة السكر والفروج (الدجاج) … إلخ، ثم بعد سيطرته على إدلب احتكر المحروقات كلها، والمحطات (الكازيات) كلها.
وبضائع كثيرة شارك التجار فيها، وما لم يكن كذلك، فيأخذ منهم مخالفات ومكوسا ورسوما حتى رسوم تنظيف الشارع الذي أمامه.
المحتكر ملعون، فكيف إذا كان هذا الاحتكار لقوت الفقراء؟

٧) من قتل فاطمة الحميد؟ ولماذا؟
قتلتها عصابة الجولاني لأنها تريد تهريب جالون مازوت إلى إدلب من المناطق المحررة الأخرى!
لماذا؟
لأن الجولاني رفع الأسعار في إدلب، وهي في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون أرخص، فلا يقبلون من صاحب سيارة يريد الدخول لإدلب أن يكون خزان السيارة مليئا فوق النصف ويدخل بها إدلب، فقتلوا هذه المسكينة لأنها تعول أبناءها اليتامى!
٣- القرارات الأمنية:
الجولاني وعصابته يعتقلون من شاؤوا من الذين يطالبون بالحرية، وبعضهم قتل تحت التعذيب عندهم، وبعضهم لم يمض على اعتقاله أكثر من يوم واحد، ثم سلموا جثته لأهله، وفيها آثار التعذيب!
هل أزيدكم؟ أم يكفي ما رأيتموه من دهس المتظاهرين بالمصفحات؟
هل أزيدكم أم يكفي ما سمعتموه من إحراق سيارات المتظاهرين ومصادرة موتوراتهم؟
هل أزيدكم أم يكفي ما يشترطونه على الرجل من طلاق زوجته؟
هل أزيدكم أم يكفي إغلاقه للمعاهد الشرعية التي يقوم عليها بعض المعارضين له؟
ما الفرق بينه وبين سائر الطغاة؟
الفرق في التمكن والقدرة، فإذا تمكن فسيعود معتقل صيدنايا من جديد، وسنسمع عنه كل ما سمعناه عن بشار.

٨) أخطر ما فعله الجولاني أنه تعامل مع المخابرات الأمريكية لأجل أن يصل للقوة والسلطة:
فالخراسانيون (٦٠ شخصا من العرب من القاعدة قدموا من خراسان) قضى عليهم جميعا بوضع الشرائح على بيوتهم وسياراتهم.
وقيادة القاعدة بعد أن قضى منها، وخرجت معه بفيديو فك الارتباط قضى عليهم، ثم أعلن الحرب عليهم.
كل من انشق عنه، ويشكل خطرا عليه قضى عليه،
كل من يشكل خطرا عليه من أتباعه قضى عليه وأشهرهم أبو عمر سراقب.
والمخابرات الأمريكية وضعت على رأسه عشرة مليون دولار، ونجحت في تحذيره عدة مرات من محاولات اغتيال وشيكة له، وهكذا تظهر أمريكا العشرة ملايين على رأسه، وهي لحماية رأسه.
وقبل ثلاثة أشهر اعترف الجولاني بوجود 200 عميل في صفوفه، وكان يريد الهراري كبش فداء، ولكنه فشل، ثم غيّر الخطة بالتراجع عن الاعتراف، وتصفية صندوقه الأسود (الهراري).

الکاتب: ماجد الراشد أبو سيّاف

  • Related Posts

    إسرائيل تسعى إلى إغراق العالم في الفوضى (1)

    إسرائيل تسعى إلى إغراق العالم في الفوضى (1) ركز عدد من المنشورات التحليلية الغربية على خطط إسرائيل المسيحانية التي لا تخفي نواياها لتنفيذ الأعمال العدوانية والاستيلاء على المناطق الأخرى للحماية…

    الديمقراطية الغربية: الخيانة بالأمس وأسس الحكومة الیوم

    الديمقراطية الغربية: الخيانة بالأمس وأسس الحكومة الیوم أدلى وزير الخارجية السوري الشيباني في مقابلة مع سي إن إن، بتصريح خطير ومليء بالخداع قائلا: إن المعيار في الحكومة السورية المستقبلية هو…

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    You Missed

    إسرائيل تسعى إلى إغراق العالم في الفوضى (1)

    • من abuaamer
    • أكتوبر 7, 2025
    • 1 views
    إسرائيل تسعى إلى إغراق العالم في الفوضى (1)

    الديمقراطية الغربية: الخيانة بالأمس وأسس الحكومة الیوم

    الديمقراطية الغربية: الخيانة بالأمس وأسس الحكومة الیوم

    عبر نجدها في ردود اتحاد الشافعية والزيدية في اليمن وجماعة الجولاني على جرائم الصهاينة

    • من ezqassam
    • أكتوبر 7, 2025
    • 1 views
    عبر نجدها في ردود اتحاد الشافعية والزيدية في اليمن وجماعة الجولاني على جرائم الصهاينة

    من دمشق إلى غزة: قادة الدول العربية يمهدون الطريق أمام إسرائيل بعد أن تحالفوا مع الولايات المتحدة

    من دمشق إلى غزة: قادة الدول العربية يمهدون الطريق أمام إسرائيل بعد أن تحالفوا مع الولايات المتحدة

    لماذا نعتبر الجبان بطلاً!

    لماذا نعتبر الجبان بطلاً!

    فرانشيسكا ألبانيزي تحذر من الهجمات التي تستهدف الأسطول الإنساني الذي يتوجه نحو فلسطين

    • من abuaamer
    • أكتوبر 6, 2025
    • 11 views
    فرانشيسكا ألبانيزي تحذر من الهجمات التي تستهدف الأسطول الإنساني الذي يتوجه نحو فلسطين